أنت هنا

22 ربيع الأول 1432
المسلم- خاص

باركت هيئة علماء المسلمين ثورة الغضب الشعبية السلمية التي انطلقت في جميع أنحاء العراق احتجاجا على الظلم والقهر وتردي الخدمات الأساسية وانتشار الفساد وتفاقم البطالة منذ عام 2003 .

 

ونبهت الهيئة في بيان لها اليوم الجمعة وصل موقع المسلم نسخة منه الشعب العراقي الأبي إلى أن الاستمرار في الاحتجاجات السلمية، والصبر على التواصل والمطاولة هو السبيل الوحيد للحفاظ على المكتسبات وتحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها هذه الثورة التي تحمل كل المواصفات الشرعية .. مؤكدة على عدم منح الفرصة للظالمين الذين سيراهنون على نفاد صبر هذا الشعب الصامد.

 

وقالت "بالرغم من العوائق الكبيرة والكثيرة التي وضعتها الحكومة الحالية، والتهديدات التي أطلقها المسؤولون فيها، والأساليب الملتوية والشائنة التي تبناها أعضاء في البرلمان الحالي، فقد انطلقت الشرارة الأولى لهذه الثورة التي وعد بها الشعب العراقي، واتخذ قرارها بنفسه، وجعل من هذا اليوم الخامس والعشرين من فبراير الجاري، محطة للوفاء بالوعد وتنفيذ القرار.

 

وأوضحت الهيئة في بيانها أن أبناء الشعب العراقي أدركوا أن الحل يكمن في الثورة على الظالمين، وليس محاباتهم، والصمت على ظلمهم، وهذه سنة لم يغفلها الأجداد في أرض العراق الحبيبة .. مشيرة إلى ثورة العشرين الخالدة التي شارك فيها أبناء العراق من أقصاه إلى أقصاه، كما طالبت المشاركين في التظاهرات بالالتزام بشعارات السلام التي رفعوها ، والحرص على الممتلكات العامة، التي هي ملك الشعب العراقي كله.

 

وفي نداء عاجل وجهته مساء اليوم إلى الأجهزة الحكومية كافة حذرت هيئة علماء المسلمين قوات الأجهزة الأمنية من الامتثال لأوامر نوري المالكي والمساس بسلامة المتظاهرين .. مؤكدة أن القوى الوطنية ستلاحق كل من يتورط بذلك.

 

 وقالت الهيئة "لتعلموا جيدا أن القادة الذين تتبعون أوامرهم سيكونون أول الفارين، إلى مساكنهم خارج العراق، التي شروها بأغلى الأثمان من أموال الشعب، كما لديهم القدرة على استئجار الطائرات للفرار ويتركونكم تواجهون المصير المظلم لوحدكم".

 

وأوضحت الهيئة أن الأجهزة الأمنية الحكومية التي يقودها المالكي لم تراع حرمة المتظاهرين، ولم تحترم حقهم في التعبير عن مطالبهم المشروعة في حياة حرة كريمة .. مؤكدة أن المالكي وجه عصاباته الاجرامية للنيل من المتظاهرين، كما أطلق أوامره للشرطة والجيش الحكوميين لاستخدام شتى وسائل العنف ضد المتظاهرين العزل .

 

وأشارت إلى أن الأجهزة الحكومية المختلفة ارتكبت اليوم جرائم وحشية يندى لها جبين الإنسانية ضد الشعب العراقي، في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد وفي مدن البصرة والموصل والناصرية وطوز خرماتو وصلاح الدين والرمادي والفلوجة وكركوك والحويجة والمثنى وغيرها، كما استخدمت تلك القوات الهمجية الرصاص الحي وخراطيم المياه، والغازات المسيلة للدموع، ضد المتظاهرين ، مما أدى إلى سقوط العشرات منهم بين قتيل وجريح .

 

وفي ختام ندائها خاطبت هيئة علماء المسلمين، قوات الأجهزة الحكومية بالقول " لقد أساء بعضكم إلى هذا الشعب طيلة الفترة الماضية، وأمامكم اليوم فرصة لتكفروا عن خطاياكم وتضمنوا العفو منه في قابل الأيام، وإذا لم تكفوا عن ذلك، وتنضموا إلى صفوف الشعب في ممارسة حقه الطبيعي، أو تلتزموا الحياد ـ في أقل تقديرـ فإن هذا الشعب لن يغفر لكم، وسيقتص منكم، بالوسائل القانونية عاجلا أو آجلا، وحينها لا تنفعكم أعطيات المالكي ولا شفاعة الشافعين ".