أنت هنا

2 ربيع الثاني 1432
المسلم- خاص

اعتبر فضيلة الدكتور ناصر بن سليمان العمر المشرف على ديوان المسلم أن الدعوات إلى التظاهر في المملكة العربية السعودية من الفتن، مشددا على أن المحافظة على الأمن أمر بالغ الأهمية وضروري لعبادة الناس لله تعالى. وشدد على أن هذا لا يتعارض مع ضرورة إنكار المنكرات ورفع المظالم.

 

وقال فضيلته في معرض درسه الأسبوعي بمسجد خالد بن الوليد بالعاصمة السعودية الرياض عن الأحداث التي شهدتها المملكة مؤخرا: "هذه فتن". واستشهد بكتاب ابن بشر الذي جاء فيه: "وجاءت سنة كذا وكذا وسنة كذا وكذا، فلم يحج أحد من أهل نجد لأن السبل غير آمنة".

 

وشرح فضيلته أنه "إذا فقد الأمن، لم يعبد الناس الله سبحانه وتعالى"، مشيرا إلى الآية الكريمة: "فليعبدوا رب هذا البيت. الذي أطعمهم من جوع. وآمنهم من خوف". وقال إن الآية ربطت العبادة بالأمن والإطعام من الجوع؛ "لأن حال الخوف لا يستطيع الناس أن يعبدوا لله".

 

وتابع: "نتحدث عن الأمن من منطلق شرعي بآثاره العظيمة -خاصة في هذه البلاد؛ بلاد الحرمين-، ولكن هذا لا يتعارض مع إنكار المنكرات والمطالبة برفع المظالم وبيان أن هناك فساد، ونخشى أن نؤاخذ بهذا الفساد، وهناك تصرفات من سفهاء، والله تعالى يقول: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا).

 

وأكد أن "هناك سفه يقع الآن لكن يجب أن نتحرى ما هي الطرق الشرعية" لمواجهته. وأضاف: "لكن في ظل الفتن قد تخرج أصواتا معينة تثير فتنا ونتائجها معروفة سلفا". وبين فضيلته أن "القاعدة التي يجب أن تطبق الآن هي قاعدة المصالح والمفاسد، بمعنى أن الأمر قد يكون في أصله حلالا، لكن لأنه قد يترتب عليه مفسدة فلا يجوز".

 

وأوضح قائلا: "يعني أن حكم التحريم لا يكون دائما، ولكن تراعى المصالح والمفاسد ويرجع إلى أهل العلم وأهل الحكمة". وفي شأن آخر، تناول فضيلته مؤتمر علماء أهل السنة الذي عقد في مدينة إسطنبول التركية الأسبوع الماضي. وأوضح أن الرابطة التي أنشئت في ذي القعدة عام 1430 يشارك فيها عدد من العلماء، منهم الشيخ عبد الرحمن البراك والشيخ محمد الأمين من السودان.

 

وأضاف أن المؤتمر الذي حضره نحو 100 عالم وطالب علم من 35 دولة، شهد مداخلات هاتفية من علماء لم يتمكنوا من الحضور حيث تناول بعضهم "الأحداث في مصر وتحدثوا عن سوريا واليمن، ومن البحرين ومن السودان، ولكن ليبيا لم يكن هناك من يمثلها، نظرا للأوضاع فيها ولم نتمكن حتى من الاتصال" بهم للمداخلة.

 

وبين الشيح العمر أن هذه الرابطة "سمتها أن المشاركين فيها كلهم منهجهم من أهل السنة والجماعة وليسوا من أصحاب البدعة ويشترط فيهم أن يكونوا متخصصين تخصصا شرعيا مؤهلا للإفتاء، وليسوا من الدعاة فحسب".

 

وأضاف أن هدف هذه الرابطة إتمام هذا العمل والقيام بالفتوى في شؤون المسلمين، مشيرا إلى أن الرابطة لاتزال في طور النشأة والإعداد.

 

وقال د.العمر: "من أسباب نشوء هذه الرابطة أن هناك مزايدة غير صحيحة بأن أكثر المسلمين الآن ليسوا على منهج أهل السنة والجماعة وهذا كذب. وقد ثبت قديما وحديثا أن هذا غير صحيح، وأن أكثر المسلمين على نهج أهل السنة".

 

واستطرد قائلا: "أنا أقصد عموم المسلمين.. والمشكلة أن أكثر المتخصصين قد يكونون من أصحاب المذاهب أو البدع فيُتصور أن أكثر المسلمين ليسوا من أهل السنة".