أنت هنا

17 ربيع الثاني 1432
المسلم- خاص

أشادت جماعة الإخوان المسلمين في سورية بالانتفاضة الشعبية التي بدأت في 15 مارس معتبرة أنه قد "حان وقت دفع الأثمان". كما حذرت الجماعة النظام السوري من مغبة استهداف المتظاهرين، مطالبة الجيش السوري بالانحياز إلى الشارع. ومن ناحية أخرى، دعا ناشطون سوريون الجيش السوري إلى الانقلاب على النظام والوقوف إلى جانب الشعب.
وقالت الجماعة في بيان وصل موقع المسلم نسخة منه: "أيها السوريون والسوريات.. أيها المنتفِضون في درعا ودمشق وحمص وحلب وبانياس والقامشلي ودير الزور.. وكل المحافظات السورية: لقد برهنتم للعالَم كله، أنكم شعب عزيز كريم، مستعدّ لدفع ثمن الكرامة.. فبرهِنوا بوحدتكم الوطنية، أنكم شعب حضاريّ لا ينشد إلا الحريّة، بعيداً عن الفوضى والثأر والانتقام".
وتابع البيان: "يا أهلنا في (درعا) البطولة والعزّة: سيذكر التاريخ تضحياتكم بأحرفٍ من نور، وسينصركم الله عزّ وجلّ بقوة إرادتكم، وإصراركم، وعزّتكم، وإبائكم، ونَخْوَتِكُم، وتضامن شعبكم السوريّ معكم في كل أنحاء سورية.. وعندما يتحرّر السوريون من الاستبداد، سيُعَطِّر ذِكْرُكُم ومآثركم كلَّ لسان".
كما حذرت الجماعة النظام السوري من مغبة استهداف المتظاهرين، وقالت في بيانها: "أيها النظام السوريّ الحاكم منذ عشرات السنين: لقد فرّطتَ بكل نصيحة، وأوصدتَ كلَّ أبواب الحوار، ولم تعتبر من الطغاة الذين تساقطوا من حولك، وعاندتَ سننَ الله -سبحانه وتعالى- والتاريخ، واستكبرتَ وتجبّرت، فلم ينجُ من سطوتك طفلٌ في مدرسةٍ ابتدائية، ولا فتاةٌ جامعية، ولا امرأةٌ أو شابٌّ في مقتبل العمر".
واعتبرت الجماعة أنه "قد حان وقت دفع الأثمان.. فأنت الوهم الزائل.. وشعبنا السوريّ الأبيّ هو الحقيقة الباقية.. فهل لك أن تستيقظَ وتستجيبَ لمطالب الشعب الحُرّ قبل فوات الأوان؟".
وطالبت الجماعة الجيش السوري بالالتحام بأبناء الشعب ومساعدته على صنع مجد سوريا وعزتها. وأشاد البيان برجال الجيشنا السوريّ قائلا: "لقد كنتم على مَرّ التاريخ السوريّ، صُنّاع حريّةٍ وحُرّاسَها.. إلى أن تسلّطَ عليكم نظامٌ دكتاتوريٌّ سلب كل شيءٍ في الوطن.. فبرهِنوا اليوم أنكم مُلتحِمون بشعبكم الأبيّ، وكونوا عَوْناً له على صُنعِ مجد سورية وعزّتها".
هذه الدعوة إلى الجيش للانقلاب على النظام وجهها أيضا شباب من منسقي الانتفاضة على موقع "فيسبوك" الاجتماعي. فقد وجه مسؤول صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد"، رسالة إلى الجيش السوري، يطالبهم فيه بالوقوف إلى جانب الشعب، على اعتبار أن أفراد الجيش شركاء للشعب السوري في التعرض للظلم والضرر.
وجاء في رسالة على الصفحة: "إلى جميع أفراد جيشنا السوري العظيم ضباطاً ومراتب، لقد كنتم وما زلتم من أكثر فئات الشعب السوري تضرراً من عصابة النظام الفاسدة، مثلكم في ذلك مثل بقية فئات الشعب وطبقاته المظلومة، حيث مارست تلك العصابة بحقّكم جميع أشكال الإذلال والإهانة، فسرّحت خيرة ضباطكم، وحرمتكم من أبسط حقوقكم، وسلّطت عليكم عشرات الأجهزة الأمنية للّتجسس عليكم والتّحكم بكم.
وأوضح للجيش السوري أيضاً تفضيل النظام لوحدات وقوات خاصة على الجيش، مثل "سرايا الدفاع، وسرايا الصراع، والوحدات الخاصة، والحرس الجمهوري، وغيرها من المليشيات".
وأشار إلى أن هذه القوات "تمتص دماءكم، وتستحوذ على النسبة العظمى من ميزانية الجيش والدفاع التي سرقوها من الشعب باسمكم، وباسم تسليحكم وإعدادكم، وباسم الصمود والتصدّي والتوازن الإستراتيجي، وغير ذلك من الشعارات الكاذبة، التي ثقبوا آذاننا بها عبر أكثر من نصف قرن من الكذب والتضليل، حتى شاع تسميتكم بين أبناء شعبكم باسم (جيش أبو شحّاطة)".
وعقد البيان المنشور للتأثير على الجيش السوري مقارنة بين "جبهة الجولان" السورية الخاضعة لسيطرة "إسرائيلية"، والتي بقت فيه هادئة آمنة لم تطلق فيها طلقة واحدة، "التزاماً من الإسرائيليين باتفاقيات في هذا الشأن، في حين أقحمكم في أكثر من معركة خاسرة مع شعبكم وجيرانكم وأمتكم، ولطّخ أيديكم بدماء أبنائكم وأهلكم في حلب وحماة وطرابلس".
وقال البيان: "ها قد دقّت ساعة الخلاص، ونادى منادي الحريّة، وخرج أبناؤكم، الشباب الطاهر وهم بعمر الورود، ها قد خرجوا في دمشق ودرعا وحمص وحلب وبانياس والقامشلي وغيرها من المحافظات السورية يطالبون بالحريّة والكرامة ورفع الظلم ومحاسبة اللصوص، وهي مطالب سلمية مشروعة في جميع الشرائع والأعراف السماوية والوضعية".
وحذر البيان الجيش السوري من أن يستخدمه النظام الحاكم مرة أخرى لسحق الشعب، قائلاً: "حذار أن تكونوا أداة بيد العصابة فيضرب بها شعبكم كما يحصل الآن في درعا، ثم يتخلّص منكم بطرقه الإجرامية المعروفة".

نص البيان جماعة الإخوان المسلمين في سوريا:
http://almoslim.net/node/143436