أنت هنا

3 جمادى الثانية 1432
المسلم/وكالات

أكد مسؤول دفاعي أمريكي عدم دقة الروايات السابقة عن تفاصيل عملية قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وأربعة معه في باكستان قبل أيام عند مهاجمتهم من قبل قوات خاصة أمريكية.

 

وقال المسؤول إن شخصا واحدا فقط من بين الخمسة الذين قتلوا في العملية كان مسلحا، وهو أبو أحمد الكويتي، وقد قام باستخدام سلاحه، وقتل في الدقائق الأولى للغارة.

 

وكانت روايات سابقة صادرة عن الإدارة الأمريكية أفادت بحدوث اشتباك عنيف بالنيران على مدى 40 دقيقة مع بن لادن وبعض من كان معه في مجمع سكني بمدينة إيبوت أباد.

 

واضاف المسؤول إن الكويتي كان في ملحق للضيوف حين أغارت عناصر النخبة الأمريكية على المجمع، فقام بإطلاق النار عليهم، وتم الرد عليه فقتل على الفور وامرأة معه كانت في مرمى النيران، وذلك قبل أن يقوم الجنود الأمريكيون بمسح المجمع بحثا عن بن لادن.

 

وتابع أنه يجب وصف العملية بأنها عملية دقيقة من طابق لطابق للعثور على بن لادن ومن يحميه، وليس كما صورتها الإيجازات الصحفية المتتالية الصادرة عن البيت الأبيض.

 

وزاد المسؤول أنه لم يتم إطلاق النار على عناصر النخبة ثانية حين واجهوا وقتلوا رجلا في الدور الأول ثم ابن أسامة بن لادن على سلم المنزل قبل أن يصلوا لغرفة بن لادن.

 

وكان مسؤولون قد رووا أن بن لادن قد قتل بعد أن ظهر وكأنه يحاول الإمساك بسلاحه.

 

وكانت شبكة "إن بي سي" التي انفردت بكشف أن أربعة من الخمسة القتلى لم يكونوا مسلحين وأن غالبية الوقت الذي استغرقته العملية قد استخدم في تجميع أجهزة الكمبيوتر في المنزل وبرامجها والهواتف وغيرها من المواد التي يمكن أن تكون لها قيمتها في التجسس على تنظيم القاعدة وعملياته المحتملة في أنحاء العالم.

 

وقد تم نقل هذه المواد إلى معامل مكتب التحقيقات الفيدرالية في قاعدة سلاح البحرية في كوانتيكو بالولايات المتحدة لفحصها.
من جهته, يقول ريتشارد أبو لافيا خبير الملاحة الجوية في المجموعة الاستشارية "تيل جروب كونسلتانتس" إن الصور التي تم تداولها بعد العملية عن ركام المروحية من طراز إم إتش 60 التي واجهت صعوبات عند هبوطها في مجمع بن لادن وفجرتها عناصر النخبة قبل رحيلها قد أظهرت أنه تم إجراء تعديلات عليها لتقليل فرص احتمال كشفها بالرادار.
وأضاف أبو لافيا أنه من الواضح أن المقصود بذلك كان اختراق المجال الجوي الباكستاني.

 

وقد تم نقل فريق النخبة إلى موقع العملية من قبل وحدة العمليات الخاصة بالجيش المعروفة باسم "نايت ستوكرز" ومقرها فورت كامبل بولاية كينتاكي.

 

وتتخصص هذه الوحدة في عمليات الطيران الليلي، وهي مسلحة بمروحيات من طراز بلاك هوك وتشينوك وإم إتش ـ 6 ليتل بيرد، إلا أن أبو لافية يقول إن حقيقة وجود مروحية في باكستان من طراز تلك التي دمرت في المجمع كان سرا مكتوما.
من ناحية أخرى قال صاحبا محل في باكستان إنهما تمكنا من التعرف على جثتي الكويتي وشقيقه من الصور التي التقطت في المجمع بعد العملية.

 

وكانت وكالة رويترز للأنباء قد نشرت صورا قالت إنها اشترتها من مسؤول امني باكستاني دخل المجمع بعد الهجوم عليه.
وأضاف الإثنان أنهما لم يتمكنا من التعرف على الشخص الثالث في الصور، والذي لا بد أن يكون ابن زعيم تنظيم القاعدة حيث أن الإدارة الأمريكية قد أعلنت مقتل 4 رجال وامرأة في العملية.

 

وقالت زوجة أسامة بن لادن، لمحققين باكستانيين إنها لم تغادر المنزل طوال 5 سنوات.

 

واضافت زوجة بن لادن، التي أصيبت بعيار ناري في ساقها أثناء الهجوم إنها كانت تعيش في المقر السكني مع 8 من أبناء أسامة بالإضافة إلى خمسة أبناء آخرين من أسرة ثانية.

 

وكان الجيش الباكستاني قد احتجز كافة الناجين من العملية العسكرية، ونقل المصابين منهم إلى مرافق طبية من أجل العلاج، على أن يتم لاحقاً إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية.

 

وكانت ابنة لأسامة بن لادن قد قالت للمحققين الباكستانيين في وقت سابق إنها شاهدت مقتل والدها في العملية العسكرية الأمريكية، غير أنه لم يعرف ما إذا كانت هذه الفتاة هي ابنة أسامة بن لادن من زوجته اليمنية الأصل، أمل الصداح أم لا، غير أنها تبلغ من العمر نحو 13 عاماً.

 

يشار إلى أن زوجة بن لادن أصيبت برصاصة في ساقها وفقاً لما ذكره الناطق باسم البيت الأبيض، جاي كارني.

 

وكانت أنباء سابقة قد ذكرت أن زوجة بن لادن حاولت حمايته أثناء الهجوم، مشيرة إلى أن أسامة قاوم المهاجمين، غير أنه تبين لاحقاً أن هذه الأنباء عارية عن الصحة، وأن أسامة بن لادن لم يكن مسلحاً عندما اقتحمت القوة الأمريكية مقره السكني.