أنت هنا

5 جمادى الثانية 1432

ذكرت صحيفة ناشيونال جورنال الأمريكية، أن التكلفة الاقتصادية للقبض على بن لادن بلغت 3 تريليونات دولار على الأقل خلال السنوات الخمس عشرة المنقضية.

 

وأشارت الصحيفة إلى ذلك جاء عن طريق حساب الاضطراب الذي ألحقته بالاقتصاد الأمريكي وخسائر الحروب والهجمات التي شنها أتباع بن لادن، والجهود المباشرة للقبض عليه، والحربين الكبيرتين اللتين مازالت تخوضها القوات الأمريكية، واللتين يشارك فيهما 150 ألف جندي، وتستقطعان ربع الميزانية العسكرية الأمريكية.

 

وقالت مجلة فورين بوليسي أنه لكي يتم التعامل مع هذا الموضوع بعقلانية، يجب أن يثار تساؤلان: الأول هو كيف دخلت الولايات المتحدة في هذه الفوضى في المقام الأول؟ وتحديداً، ما هي السياسات الأمريكية التي ساهمت في صعود جماعات مثل القاعدة، وجعلت من الصعب –أو من المستحيل- هزيمتها قبل أن توجه ضربات مؤلمة في الداخل؟ وليس معنى ذلك أن السياسات من هذا النوع هي سياسات خاطئة بالضرورة، وإنما يعني ببساطة أن تلك السياسات كانت أكثر تكلفة مما كان صانعو القرار يعتقدون.

 

في نفس الوقت, كشف مسئولون أمريكيون أن المخابرات المركزية الأمريكية كانت لها وحدة فى منزل آمن فى أبوت آباد الباكستانية وكانت تضم فريقا صغيرا من الجواسيس الذين قاموا بمراقبة مكثفة على مدى أشهر للمجمع الذى قتل فيه أسامة بن لادن على يد قوات العمليات الخاصة الأمريكية هذا الأسبوع.
وقال المسئولون إنه تم استخدام هذه الوحدة كقاعدة لواحدة من أدق عمليا

 

ت المخابرات البشرية فى التاريخ الحديث لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وقد اعتمدت على عناصر من المخبرين الباكستانيين ومصادر أخرى للمساعدة في تجميع صورة عن نمط حياة والأنشطة اليومية في المجمع المحصن الذى تم العثور على بن لادن فيه.

 

وأشار المسئولون إلى أن هذه الوحدة كانت مجهزة على أعلى مستوى تتمتع به الترسانة الاستخباراتية الأمريكية والتى شملت صور الأقمار الصناعية وحتى وسائل استشعار وتسجيل الأصوات داخل المجمع.

 

وافاد المسئولون بان الكونجرس خصص في ديسمبر الماضى عشرات الملايين من الدولارات في ميزانيات الوكالة المتنوعة لتمويل العملية.

 

وذكر المسئولون الأمريكيون أن هذه الوحدة الأرضية ظلت مرابطة للمراقبة حتى موعد تنفيذ الغارة التى شنتها وحدة "سيلز" التابعة للبحرية الأمريكية، ولم تقم الوحدة الأرضية بأى دور فى الهجوم نفسه وذلك لتأمين سلامة أفراد وأجهزة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في أعقاب الغارة التى لا تعتبر جزءا من عمل المخابرات.

 

وحول تفاصيل اللحظات الأخيرة لبن لادن، قال المسئولون الأمريكيون إن زعيم القاعدة كان عند مدخل غرفته فى الطابق الثالث بالمجمع عندما عثرت عليه القوات الأمريكية، وأشاروا إلى أن بن لادن تراجع للخلف نحو غرفته، وفى هذه الأثناء تم إطلاق النار عليه، حيث أصيب برصاصة فى الرأس وأخرى فى الصدر، وعندما قامت القوات بتفتيش الغرفة عثرت فيها على آلية من طراز "كيه-47" ومسدس.

 

وقال المسئولون إنه رغم كل التجهيزات والجهود التى تم بذلها، إلا أنه لم يتيسر التقاط صور لبن لادن قبل الغارة على المجمع أو تسجيل لصوت الرجل الغامض الذى كانت أسرته تعيش فى الطابقين العلويين بالمبنى.