5 رجب 1432

السؤال

قوله تعالى: (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ) (التوبة: 2) ما المقصود بها؟ وهل يجوز الاستشهاد بهذه الآية على مشروعية السياحة؟

أجاب عنها:
د. عبد الله الجبرين رحمه الله

الجواب

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فذكرنا في الجواب قبله أن هذه الآية نزلت خطاباً للمشركين الذين لا عهد لهم، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت عليه سورة براءة أرسل بها علي بن أبي طالب سنة تسع في الموسم، وأرسل أبا بكر ليقيم للناس شعائر الحج، وأمره أن يبلغ الناس بأربع إخبارات:
(الأولى): أن لا يحج بعد العام مشرك.
(الثانية): أن لا يطوف بالبيت عريان.
(الثالثة): أن لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة.
(الرابعة): أن من كان له عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم فعهده إلى مدته، ومن لم يكن له عهد فله أربعة أشهر، يسيح في الأرض، فإما أن يسلم فيها فيأمن، وإما أن يبقى على كفره فيحل قتاله بعد الأربعة أشهر، فيراد بالسياحة هنا الذهاب والتنقل إلى أي بلاد قريبة أو بعيدة، فبعدها يستعد للقتال، فلا دلالة فيها على السياحة التي هي التجول في الأرض للفرجة، وسفر النزهة، ومجرد الخروج من البلد إلى بلد آخر قريبة أو بعيدة، وإنما عبر بالسياحة؛ لأن المراد الذهاب في الأرض شرقاً أو غرباً، شمالاً أو جنوباً، قريباً أو بعيداً،
والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.