24 رجب 1433

السؤال

ما رأي فضيلتكم في السياحة داخل المملكة ؟ وما هي اقتراحاتكم حول هذا الموضوع ؟

أجاب عنها:
د. عبد الله الجبرين رحمه الله

الجواب

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلا شك أن المملكة واسعة الأطراف، وأن فيها بلدان وقرى كثيرة تكون محلا للسياحة، والفرجة، والترويح عن النفس، ومع ذلك نرى أن التنقل وكثرة التردد في البلاد لمجرد التسلية هو من الضياع، وإذهاب الأوقات والأموال في غير فائدة، وأرى أن الأفضل استقرار الإنسان في بلده، ولزومه لداره، ومنعه لأهله وأولاده عن كثرة الخروج لغير حاجة، ولو لمكان قريب، كما يفعل أغلب الناس، حيث لا تكفيهم منازلهم، فتراهم في أغلب الأيام والليالي خارج البلد، أو جلوسًا على الأرصفة، أو يتجولون في الأسواق، أو يسافرون إلى القرى والمدن لا لشيء سوى التسلية، وقطع الزمان، كما يقولون، وذلك هو الخسران المبين، فنصيحتي لكل مسلم أن يربأ بنفسه عن ذلك التسكع، والتردد على تلك الأماكن التي تحوي اللهو واللعب، والباطل، وعلى من أحب الأسفار إلى أطراف البلاد أن يحسن النية، ويصلح القصد، بأن ينوي بث العلم النافع، والدعوة إلى الله تعالى، وتعليم الجهال، وتفقيه المسلمين بواجبهم، وكذا ينوي تفقد أحوال إخوانه المسلمين، والنظر في أعمالهم، والسعي في تخفيف آلامهم، ومصائبهم الدينية، والدنيوية، فإن هذا هو ما قصده الصحابة في العهد النبوي وبعده، من أسفارهم البعيدة، والقريبة، حتى نشروا الإسلام في أصقاع المعمورة، وأخرجوا الناس من الجهل إلى العلم، والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.