أنت هنا

18 محرم 1433
المسلم ـ متابعات

توفي إلى رحمة الله تعالى الشيخ عمر أحمد السبيع بادحدح، الذي يعد أحد أعلام العمل الدعوي والخيري بالمملكة العربية السعودية، إثر نوبة دهمته منذ ثلاثة أيام عن عمر يناهز 93 عاما، حيث أقيمت صلاة الجنازة عليه بعد صلاة فجر الإثنين ودفن بمقبرة الفيصلية.

 

والشيخ عمر هو والد كل من الدكتور علي بادحدح الأكاديمي والداعية الإسلامي المعروف، والدكتور محمد بادحدح الأمين العام المساعد للندوة العالمية للشباب الإسلامي، والدكتور صالح بادحدح، والدكتورة فاطمة، والسيدة نور، والأستاذة عائشة، والداعية الإسلامية الدكتورة خديجة بادحدح.

 

ولد  الشيخ عمر بادحدح عام 1340 هـ في حضرموت لأب فقير، لكنه أصبح من وجهاء مدينة جدة ومنطقة الحجاز فيما بعد.

كما تشكلت شخصيته الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، بالقرب من بيت الله الحرام، وقد تبنى رؤية تجديدية للعمل الخيري تسعى إلى إصلاح الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمسلمين، فقد كان الخير مقصد الرجل ونيته وعمله ومشاريعه واهتمامه وفكره وحلمه، فله خطط وأسس، وبه تحرك، وكان ذا رؤية استراتيجية وفكر مؤسسي.

يذكر الشيخ عمر كان ممن أسسوا لجنة مساعدة السجناء المعسرين برئاسة الأمير فواز بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة حينها وتطور عمل اللجنة فيما بعد لتشمل المحتاجين، وكذلك كان من مؤسسي هيئة الإغاثة الإسلامية والهيئة الخيرية الإسلامية في الكويت وكان له نشاط ملحوظ في الغرفة التجارية منذ عهد الشيخ إسماعيل أبو داوود وكان ضمن مجلس إدارته التي دامت لنحو 35 عاما.

كما شملت أعمال بادحدح الخيرية الإصلاح بين الناس حتى على مستوى العلاقات الزوجية وكذلك الخلافات المالية بين الورثة في الأسرة الواحدة إضافة إلى الشركاء المختلفين.

وأخذ الشيخ على عاتقه مهمة نشر الإسلام عبر تقنية تسمى بـ (فن المعاملة) ومساعدة الناس والوفاء بالحقوق، حيث سعى من خلال رحلاته وأعماله الخيرية إلى مساعدة المحتاجين وزرع القيم الإسلامية، وقد زار أوروبا وأمريكا وجنوب شرق آسيا وكل الدول العربية.

عاش في مكة المكرمة بين عامه الخامس عشر وعامه العشرين، ثم ذهب إلى جدة، حيث بدأت أولى مشروعاته التجارية، وهي أول محل تجاري استأجره، في عمارة البوقري في الخاسكية – أهم الأسواق في جدة وقتذاك، وكانت مدينة جدة تعتبر المدينة الأولى تجاريًا في أواسط القرن الهجري الماضي.

 

وفي إطار جهوده، سافر الشيخ إلى الأردن واطلع على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين داخل المخيمات، وبذل جهودًا لكي يكون جسر تواصل بين من أفاء الله عليهم بالخير وبين من يعانون العوز والفاقة، أو الذين ابتلوا بالكوارث والنكبات ، وسعى إلى تغيير الوضع من خلال تنفيذ مقترح (قرية نموذجية) للاجئين,

كما شارك في عدة لجان تهدف إلى تعريف الشباب بالقضية الفلسطينية من وجهة نظر إسلامية، وتقديم العون للشعب الفلسطيني في المجالات الثقافية والتعليمية والاجتماعية والصحية، من خلال مشاريع محددة مثل: كفالة الأيتام والأسر الفقيرة ورعايتهم، كفالة الدعاة وحلقات تحفيظ القرآن الكريم، كفالة طالب العلم الفقير، دعم مشاريع أعمار المسجد الأقصى، دعم المشاريع الموسمية (إفطار صائم، توزيع لحوم الأضاحي، المراكز الصيفية، الحقيبة المدرسية)، دعم المشاريع الإغاثية ( إعادة إعمار البيوت المهدمة، توزيع الإغاثات العاجلة، توزيع الطرود الغذائية)، دعم المشاريع الإنشائية والدعوية (بناء المدارس، المساجد، والمراكز الصحية).