أنت هنا

24 محرم 1433
المسلم- خاص

حث الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر على نصرة إخواننا أهل السنة في منطقة دماج بمحافظة صعدة اليمنية الذين يتعرضون لاعتداءات من جانب الحوثيين الشيعية، محذرا من مساعي الرافضة للاستيلاء على المناطق الحدودية مع المملكة العربية السعودية بما يهدد الأمن ويستدعي العمل على شد أزر إخواننا في دماج وتقديم كافة العون لهم.

 

وقال المشرف العام على موقع "المسلم" في درسه الأسبوعي بمسجد خالد بن الوليد في الرياض إن الأوضاع في اليمن كلها لم تستقر، ولم يتم تطبيق المبادرة الخليجية، ولا يزال هناك قتل في عدد من المدن اليمنية. وعقب فضيلته بالقول لكن قضية دماج غطت على كل الموضوع.وأوضح أنه استضاف بالأمس أحد شيوخ القبائل من منطقة دماج حيث أطلعه على حقائق فيما يتعلق بصعدة وما يتعلق بتلاميذ الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله، صاحب المدرسة السلفية التي يتبعها طلبة العلم في دماج.

 

وقال د. العمر: لا يزال الحصار قائما والإيذاء لإخواننا هناك شديد، بل إن المساعدات التي تدخل إليهم يسرق الحوثيون أشياء كثيرة منها قبل أن تصل. وأكد أن هذه الأزمة ليست في صعدة وحدها، بل حتى في مناطق أخرى كثيرة، ولكن بقيت صعدة مؤثرة.

 

ونقل عن ضيفه اليمني قوله: "قاتلناهم قتالا شديدا وقتل منهم أناس وقتل منا أناس ولكن ردهم الله سبحانه وتعالى. وشدد د. العمر على وجوب مساعدة إخواننا في دماج ونصرتهم، قائلا: "يجب على من يستطيع أن يساعدهم وأن ينصررهم أن يفعل، ولكن ليس بالذهاب، أنا لا أرى الذهاب، وهذا ما أفتي به، وسألت الأخ (شيخ القبيلة اليمني) فقال إنهم لا ينقصهم الرجال.. بل ينقصهم الكثير من المال الغذاء والكسوة". وتابع: "أخص إخواننا في مناطق جنوب المملكة في جيزان فهم مجاورون لتلك المنطقة والواجب عليهم أكثر من غيرهم دعم إخوانهم خاصة أن قبائل أهل السنة متقاربة". ودعا كذلك إلى "بيان موقف اخواننا في دماج في المواقع والقنوات الفضائية وغيرها".

 

وانتقد فضيلته من يرفضون مساعدة الإخوة في دماج بسبب الاختلاف مع مواقفهم وآرائهم، مشددا على أن "ليس هذا وقته، هذا الآن قتال مع رافضة وأتباع الرافضة". واعتبر أن "من يقول إن إخواننا في دماج عليهم ملاحظة كذا أو أنهم يستحقون هذا لأن مواقفهم كذا، هذا خذلان في الحقيقة وفليتق الله الذين يقولون هذا الكلام". واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله".

 

وتناول د. العمر البعد الأمني على المملكة من هذه القضية قائلا إن الحوثيين يتحركون بقوة في شمال اليمن وجنوب المملكة، ويحاولوا أن يسيطروا على موقع على البحر. وتابع: "يقول بعض المسؤولين في الحكومة اليمنية من الضباط المسؤولين عن البحر .. إن هناك ميناء أنشأته الحكومة اليمنية وهو جاهز بنسبة 70%". وتابع: "حدثني من وقف على الأمر بنفسه يقول: ذهبت بنفسي وقابلت المسؤولين عن الميناء، قالوا مع كل أسف إن المشرفين على الميناء يقولون جاءتنا توجيهات من بعض المسؤولين في الحكومة اليمنية أن نسلمه للحوثيين نكاية في أهل السنة الذين قاموا ضد الحكومة اليمنية. يقول ولو استلم الحوثيون الميناء -ولم يستلموه بعد- سيكون منفذا لهم عالميا".

 

وأوضح د. العمر أن مثل هذا الميناء الحيوي قد يستخدمه الحوثيون في نقل الأسلحة إلى صعدة خاصة أن إيران لديها الآن مخازن ضخمة في إريتريا استأجرتها لمدة 99 سنة وتقوم بتخزين السلاح بها. واستطرد: "هنا ماذا نتوقع على إخواننا في اليمن وعلى بلادنا أيضا؟" وتابع: "لذلك يجب دعم إخواننا في كل مكان وبالذات في المناطق الشمالية في اليمن لأنهم يقومون بمقاومة هؤلاء الحوثويون ويقاتلون حماية لأنفسهم وبلادهم وبلاد الحرمين في المملكة العربية السعودية، نعم هم يقاتلون هذا فكيف نخذلهم؟ كيف نتركهم؟.. أخشى أن يأتي يوم نندم لخذلاننا لإخواننا المسلمين في كل مكان، خذلاننا المجاهدين في كل مكان، وهناك منابر لذلك (..) فلنتق الله جل وعلا".

 

وشدد د. العمر على أهمية دعم إخواننا في دماج "حتى بطعام وشراب، إخواننا في هذا الشتاء يعانون معاناة شديدة، يستطيع الإنسان أن ينقل لإخوانه المساعدات التي تحميهم من عدوهم لأن الحوثيين يعرضون مبالغ ضخمة جدا (..) على شيوخ القبائل الذين (..) يجدون في المقابل خذلان من إخوانهم، وفنحن متقاعسون عن دعمهم". واختتم بالتحذير من المخطط بعيد المدى الذي تستميت إيران في الحصول عليه من خلال السيطرة على كل الحدود في جنوب المملكة. وأكد أن "الشعب اليمني والشعب السعودي كلهم شعب الجزيرة العربية، شعب واحد، وكلهم مسلمون، ويجب أن تكون عروة الإسلام هي التي بيننا وليست هذه الحدود التي صنعها الغربيون"، مستشهدا بقول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ).