أنت هنا

9 صفر 1433
المسلم- وكالات

أمهلت جماعة "بوكو حرام" النصارى الذين يعيشون في شمال نيجيريا، حيث الغالبية مسلمين، ثلاثة أيام لمغادرة الشمال والعودة إلى الجنوب حيث غالبية النصارى. وتحدت الحركة الرئيس النصراني جودلاك جوناثان الذي فرض حالة الطوارئ في عدة مناطق بالشمال قائلة إنها ستواجه القوات النيجيرية في تلك المناطق إذا قتلت المسلمين.

وأعلن شخص يدعى أبو القعقاع، قال إنه متحدث باسم الجماعة التي تعلن ولاءها لحركة طالبان الأفغانية: "نمهل المسيحيين ثلاثة أيام لمغادرة شمال نيجيريا".
وتابع متحدثا في مقابلة صحفية عبر الهاتف بلغة الهاوسا المستخدمة إجمالا في الشمال: "نتمنى كذلك دعوة إخواننا مسلمي الجنوب إلى العودة إلى الشمال لأننا نملك إثباتا على أنهم سيتعرضون للهجوم".

وحول إعلان الرئيس جوناثان حالة الطوارئ في عدة مناطق بشمال البلاد، قال أبو القعقاع: "نجد أنه من المناسب التشديد على أن الجنود لن يقتلوا سوى مسلمين في المناطق الحكومية حيث فرضت حالة الطوارئ". وأضاف: "سنتواجه وجها لوجه لحماية أشقائنا".

وجاء إعلان الرئيس لحالة الطوارئ بسبب التفجيرات التي قتل فيها 50 شخصا واستهدفت بها بوكو حرام عدة كنائس في شمال البلاد من بينها كنيسة قرب أبوجا أسفر التفجير فيها عن مقتل 37 شخصا.

وعقب إعلان الطوارئ طالب الأساقف الكاثوليك السبت الرئيس باللجوء إلى خبراء أجانب لمساعدة القوى الأمنية على مواجهة "بوكو حرام".

وتغض الحكومة النيجيرية ووسائل الإعلام المحلية والأجنبية الطرف عن تفجيرات استهدفت مدارس قرآنية يرتادها الأطفال في الجنوب وسقط فيها جرحى، فيما تقول بوكو حرام إن تفجيراتها للكنائس تأتي بسبب هجمات النصارى على المسلمين.

وغالبا ما تشهد نيجيريا أعمال عنف مرتبطة بخلافات عقارية، خصوصا بين مزارعين ومربي ماشية. وفي وسط البلاد تمتد أعمال العنف إلى البعد الطائفي حيث تثور بين آن وآخر مواجهات بين المسلمين والنصارى تشمل حرق وتدمير المساجد والكنائس، لكن يبدو أن الشرطة تقف إلى جانب النصارى.

ويمثل المسلمون نحو 55% من سكان البلاد، وتعتبر مناطقهم في الشمال هي الأكثر فقرا، بينما مناطق النصارى في الجنوب أكثر ثراء.

وشمل أمر الرئيس بفرض الطوارئ إغلاق الحدود البرية للمناطق المتضررة لضبط "الأنشطة الإرهابية التي تجتاز حدودنا". والحدود المعنية بالإغلاق تشمل حدودا في الشمال الشرقي لنيجيريا مع الكاميرون والنيجر وتشاد.

وقال جوناثان "لقد بدأت (بوكو حرام) كجماعة غير مؤذية.. والآن أصبحت سرطانا، ونيجيريا هي الجسد الذي تريد أن تفتك به. ولكن لن يسمح لها أحد بذلك".

وكانت الجماعة قد ظهرت أول مرة في 2004 ولاقت قبولا بين العديد من أبناء المسلمين في نيجيريا خاصة من الشباب. وأعلنت أنها تريد أن تحكم البلاد بالشريعة الإسلامية، وقالت إن الأغنياء والنافذين تملصوا من تطبيق الشريعة رغم اعتمادها رسميا في الولايات ذات الأغلبية المسلمة. وخرج متحدثون باسمها يعلنون عن سلسلة من المطالب، لكنها واجهت قمعا واضطهادا من جانب السلطات.

وبدأت الجماعة مواجهات مسلحة مع السلطات من أجل تحقيق مطالبها في عام 2009، لكن الجيش النيجيري قمعها بوحشية وأسفر ذلك عن مقتل 800 شخص من بينها زعيم الجماعة آنذات محمد يوسف الذي اعتقلته السلطات وقتلته في الأسر.

ويعتقد أن الجماعة تضم فرقا شتى ترتبط بصلات سياسية وتنظيمات تنتهج العنف، وهناك تساؤلات واسعة عما إذا كانت قد أرست علاقات مع جماعات خارج نيجيريا، على رأسها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.