أنت هنا

26 ربيع الأول 1433
المسلم/صحيفة القدس/وكالات

تعيش مدينة حمص السورية أوضاعا مأساوية بعد المجازر المتواصلة التي تتعرض لها على ايدي عصابات الاسد.

 

فقد ذكرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية ان مقبرة بلدة قريب من حمص صارت محط اهتمام اهاليها التي يحفر بعضهم قبورهم سلفاً.

 

وأضافت: "في وقت متأخر من بعد الظهر في جنوب سوريا، بينما يحل الظلام بسرعة في البلدة المعتمة الخائفة، أسفل الوادي قرب حمص، يسمع صرير باب حديدي، ويخرج تاجر شاب، هو محمود، هابطاً أدراج منزله، حاملاً آلة تصوير فيديو، كان يستخدمها ليصور نفسه وهو يحفر قبره بيديه. المقبرة أعلى الطريق، خلف صف مغلق من المتاجر المتصلة بالأشجار. وخلفها، على بعد 500 متر تقريبا، الجيش السوري الحر.

 

قال محمود بفخر بينما كان يعرض صور المجرفة التي تضرب في الأرض القاسية الحمراء مرة بعد مرة بين شواهد القبور: "هذا يمنحني الكرامة، هذا كل ما أريد فعله في الحياة من الآن فصاعدا، أن أغدو غنيا أو أن أتزوج لا يهم".

 

وتابع: "إذا مت شهيداً سيكون لدي كرامة على الأقل، أما العيش هكذا فليس فيه كرامة".

 

وأوضحت الصحيفة أن الاهالي يجهزون أنفسهم لهجوم يخشون أنهم سيتعرضون له من الجيش الكبير والمليء بروح الانتقام المختبئ عند الضواحي. في كل يوم وليلة، يذكِر قناصو النظام، المتمركزون في المباني الحكومية، السكان بأن قوة جيش النظام موجودة هناك، وتتأهب لملاحقتهم.

 

من جهته, حذر رئيس المجلس الوطنى السورى برهان غليون من نية نظام بشار الأسد ارتكاب جريمة كبرى فى مدينة حمص، موضحا أن النظام قام بتوزيع كمامات واقية من الغازات السامة على جنوده فى المدينة.

 

وقال غليون، إن ذلك يعد دليلا على إمكانية إقدام النظام على ارتكاب جريمة كبيرة بحق المدنيين فى حمص.

 

يأتى هذا فى الوقت الذى أعلنت فيه مصادر معارضة عن ارتفاع حصيلة القتلى برصاص الأمن فى تظاهرة جمعة "المقاومة الشعبية" إلى 56 شخصا.

 

وشهدت مدينة حمص منذ الساعات الأولى لصباح أمس الجمعة أعنف قصف فى أسبوعين، فيما شنت كتائب الاسد عمليات متزامنة فى مناطق أخرى.

 
اعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية المستقلة في نسختها الصادرة السبت أن سوريا تتحول إلى ساحة لصراع القوى الدولية المتنافسة.

 

وقالت الصحيفة: "الدعم الروسي والصيني لنظام دمشق هو الذي حال دون إجبار الرئيس بشار الأسد على التنحي عن الحكم في سوريا".

 

وحمَّلت الصحيفة روسيا والصين مسئولية استمرار العنف في سوريا بسبب دعمهما لنظام الأسد، مشيرة إلى أن موسكو وبكين قدمتا لنظام الأسد دعمًا دبلوماسيًّا غير محدود منذ بداية الصراع قبل نحو عام بغية الحيلولة دون تدويل الصراع.

 

وأضافت "لوموند": "دعم موسكو وبكين لنظام الأسد لم يتوقف عند هذا الحد وإنما عمل الطرفان على إفساد مبادرات الجامعة العربية لحل الأزمة وهي المبادرات التي كانت تلقى تأييدًا من الولايات المتحدة وأوروبا".