أنت هنا

15 جمادى الأول 1433

اختتمت مساء اليوم الخميس فعاليات مؤتمر ( الحملة الإسلامية لنصرة سورية ) والذي انعقد في الفترة من 11 - 12 جمادى الأولى 1433 في مدينة اسطنبول التركية .

وقد استهلت الجلسة الختامية للمؤتمر بالشكر والتقدير لجميع المشاركين من العلماء وطلبة العلم والمفكرين الذين أثروا المؤتمر بنقاشاتهم ومداولاتهم وبادروا بطرح مشروعات عملية لنصرة سورية على جميع الأصعدة وبالشكر لدولة تركيا على استضافتها للمؤتمر وتوفيرها ظروف نجاحه.

ثم تحدث الشيخ الدكتور عبدالرحمن المحمود الذي شكر الله عز وحمده على ما تم في هذا المؤتمر المبارك ، وشكر باسم رابطة علماء المسلمين هيئة الشام الإسلامية وبخاصة الأمانات التي تعبت في الإعداد لهذا المؤتمر والعمل على نجاحه وتوفير كل ما يلزم لذلك. وقال الشيخ المحمود :"أذكر في هذا المقام محاضرة ألقيت في دمشق قبل خمسين عاما تقريبا وأعجبني حينها عنوانها، وهو ( الواجبات قبل الحقوق )، وقال إن هذه القاعدة تصلح لحياة المسلمين عامة؛ لأننا نطالب بالحقوق كثيرا وننسى الواجبات فلو أدينا واجباتنا، فكيف بالواجب الأكبر في وقتنا الحاضر، ويتعلق بإخوة لنا يتعرضون لأبشع صور العذاب والتنكيل والتشريد".

وأضاف فضيلته : "إنني أذكر إخواني بدرس من السيرة النبوية حصل يوم الأحزاب لان ما يجري الآن يشبه ما جرى يوم الأحزاب؛ فهي حرب من الكفار وحرب من المنافقين وحرب من داخل الصف (على الأمة الإسلامية) ونحن نستلهم من ذلك اليقين بنصر الله رغم الصعوبات ورغم حلكة الظلام وتكالب الأعداء".

من جانبه قال الشيخ ناصر العمر رئيس المؤتمر: إن المعركة الدائرة الآن هي "معركة بين حلف وأحزاب باطنية وبين الأمة عموما . قدر إخواننا أهل الشام أنهم يقاتلون بالنيابة عنا ومع ذلك لا نقدم إلا اليسير ونعتذر عن قلة ما قدم".
وأضاف فضيلته إن "هناك من النساء والأطفال والرجال من يضحون عنا ونحن بين أهلنا"، وحث فضيلته على الإنفاق في سبيل الله، مذكراً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ومن خلف غازيا فقد غزا"، وبقوله تعالى"وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه" . وطالب د.العمر "كل أسرة أن تجمع ما تستطيع وتنفق من مالها وتقدمه للهيئات الموثوقة مثل هيئة الشام الإسلامية، وغيرها من الهيئات"، لافتاً إلى أن "المعركة طويلة والاحتياجات مستمرة".

واعتبر فضيلته أن أحد أبرز أسباب تأخر النصر هو الاختلاف، والمعاصي، داعياًُ إلى "العودة لله تعالى في مواجهة هؤلاء إذ المعصية تخذل أصحابها ، قال تعالى: "وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله"، مضيفاً: "نحن متفائلون والنصر قريب وعلينا بالصبر وأخاطب إخواننا في الداخل ابشروا وأملوا".

ثم تلا ذلك، قيام العديد من الجهات الخيرية، المؤسسية، والخدمية، وغيرها، وكذلك بعض أهل الخير من التجار والأثرياء بمبادرات قدموا خلالها ملايين الريالات لدعم الشعب السوري وكفالة لاجئيه، فقد قدمت مؤسسة عيد الخيرية في قطر عشرة ملايين ريال وتكفلت برعاية ألف أرملة وألف يتيم، وقدمت رابطة علماء المسلمين نصف مليون ريال، إضافة إلى مليون ريال لدعم البرامج الإعلامية المساندة للثورة، وتبرعت جمعية التربية الإسلامية بالبحرين بكفالة ألفي يتيم شهرياً و500 أسرة إضافة إلى خمسين حقيبة طبية، وقدم أطباء عبر القارات تعهداً ببناء عدة مستشفيات ميدانية بتكلفة ستة ملايين ريال، من جانبهم، تبرع مجموعة أطباء من السعودية بمبلغ مليون ريال لإقامة مستشفيين ميدانيين في تركيا والأردن، وقدم موقع المسلم مبلغ نصف مليون ريال لصالح البرامج الإعلامية المساندة للثورة السورية، وتعهد علماء وطلبة علم سودانيون بالتبرع بمبلغ خمسين ألف دولار، والمبادرة بتقديم زيارات طبية من أطباء سودانيين للاجئين في الأردن، كما قامت منظمة ذو النورين السودانية بالتعهد بكفالة خمسين أسرة سورية، وقدم تيار الإصلاح المصري مبلغ 100 ألف جنيه مصري لجهود الإغاثة، ‎وفي واحدة من أكثر المشاهد تأثيراً في هذا التسابق إلى الخيرات، بذل فاعل خير من بين الحضور ماله كله مساهمة في إغاثة اللاجئين السوريين، بعد أن شحذ همم الحضور، هذا، وقد توالت الاتصالات من الأسر والأفراد من السعودية للتبرع للشعب السوري، وقدم على الإثر، مسؤولو هيئة الشام شكرهم لهذه المبادرات الحميدة.