
بعد ظهور دعوات وكتابات صحفية في السعودية تدعو لعدم إغلاق المحلات التجارية اثناء الصلوات، باعتبار ان ذلك لم يكن معمولا به في صدر الإسلام، وتزايد هذه الدعوات فيما يشبه الحملات الصحفية، حيث نزلت بشكل متواتر في أكثر من صحيفة محلية ومواقع الكترونية، اصدر الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء في السعودية تصريحات حمل فيها بشدة على هذه الدعوات، وتساءل فضيلته: كيف يكون إغلاق المتاجر للصلاة مستحدثاً والرسول صلى الله عليه وسلم همّ أن يحرق بيوت المتخلّفين عن الصلاة في الجماعة ووصفهم بالنفاق، وساق الشيخ صالح الفوزان في رده العديد من الأدلة الشرعية التي تؤكد حديثه.
ولفت فضيلة الشيخ صالح الفوزان ان أول عمل قام به النبي صلى الله عليه وسلم حينما قدم المدينة مهاجراً أنه بنى مسجده الشريف لأجل إقامة صلاة الجمعة والجماعة فيه لأجل اجتماع القلوب والأبدان بين المسلمين. وقد حث صلى الله عليه وسلم على حضور صلاة الجمعة والجماعة ورغب في ذلك لعموم المسلمين، إلا من كان معذوراً بمرض ونحوه. وتوعّد من تخلّف عنها بغير عذر. قال صلى الله عليه وسلم: "من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر. قيل وما العذر قال خوف أو مرض"، وقال صلى الله عليه وسلم: "أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر. ولو يعلمون ما فيهما لأتوها ولو حبواً. ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار" متفق عليه. ولأحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لولا ما في البيوت من النساء والذرية أقمت صلاة العشاء وأمرت فتياني يحرقون من في البيوت بالنار).
واضاف عضو هيئة كبار العلماء في السعودية: كان حرص الصحابة رضي الله عنهم على حضور صلاة الجماعة شديداً حتى قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: لقد رأيتنا وما يتخلّف عنها إلاّ منافق معلوم النفاق. ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام بالصف رواه مسلم وغيره، ولا يستثنى إلا من له عذر في التخلف عنها، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم المتخلفين بالنفاق وتوعّدهم بالعقوبة، ومع هذا يأتي من يقول في بعض المواقع: إغلاق المحلات التجارية أثناء الصلاة بدعة وذلك في إشارة إلى تصريح للباحث (عبدالله العويلط) في صحيفة الجزيرة السعودية الأسبوع الماضي.
وختم فضيلته بقوله "اذا كان العويلط يرى أنّ الإغلاق للمحلات وقت الصلاة فيه ضرر على الناس وهذا من قلب الحقائق، فإن الضرر يحصل في الاشتغال في المحلات وقت الصلاة وترك الذهاب إلى المساجد".
في سياق متصل قال عميد كلية الدعوة بجامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور عبد العزيز العسكر إن وصف إغلاق المحلات التجارية وقت الصلاة بالبدعة غير صحيح، مبينا أن له أصل في الدين، مضيفا يصح أن يقيس أهل العلم بقية الصلوات على صلاة الجمعة، إذا رؤي أن المصلحة الشرعية تقتضي ذلك، كما أن لولي الأمر اتخاذ قرار بإغلاق المتاجر في وقت الصلاة ليتمكن الناس من الصلاة في وقتها، وهذا قياس صحيح وعمل يوافق مقاصد الشريعة.
موضحا ان إغلاق المحال في أوقات الصلاة يعتبر من الأعمال الصالحة التي تؤجر عليه الحكومة لأن فيه تعظيما لشعيرة من أعظم شعائر الدين، وفيها إعانة للمسلمين على أداء الصلاة في وقتها المحدد.