أنت هنا

27 رجب 1433
المسلم/ خاص

ناشد مجموعة من العلماء والدعاة وأهل الفضل خادم الحرمين الشريفين وفقه الله لفتح أبواب التبرع لمساندة إخواننا في سوريا وبشكل عاجل قربة إلى لله بين يدي الشهر الكريم، وبراءة للذمة واستجابة للرغبة الشعبية الملحة.

 

جاء ذلك في البيان الختامي لملتقى مكة لنصرة سوريا والذي أقيم أمس الجمعة في مكة المكرمة بمشاركة 150 من علماء المملكة ودعاتها حيث أدان المشاركون في الملتقى ما يحدث في سوريا من  إبادة جماعية وقتل على الهوية من جانب النظام الأسدي, مؤكدين على وجوب الدعم والمناصرة لأهلنا في سوريا بالمال وكل أوجه الدعم وتقديم العون للاجئين وتوفير ما يحتاجونه من المتطلبات المعيشية والطبية حتى ترفع هذه النازلة.

 

وناشد المشاركون الساسة وأصحاب القرار إلى التنسيق مع أهل العلم الشرعي في سوريا والتضامن مع قادة المقاومة في الداخل وممثليهم في الخارج للإعداد المسبق والعاجل لمرحلة ما بعد النظام الأسدي.

 

وهذا نص البيان الختامي لملتقى مكة لنصرة سوريا :

 

                                           بسم الله الرحمن الرحيم

 

    الحمد لله رب العالمين القائل: "ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون" ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد

    فإن العالم يشهد اليوم  قمعاً همجياً وقتلاً وحشياً يمارسه النظام الأسدي الظالم ضد الأغلبية السنية على أرض سوريا  ، تُمارسُ فيه كل الأساليب البشعة التي يستنكرها كل من في قلبه إيمان بل كل ذي عقل وانصاف ، وقد نقلت وسائل الإعلام بأنواعها من صوره ما يُغني عن الإسهاب في وصفه,  وما نقموا منهم إلا أن يطالبوا بحياة الإنسان فضلاً عن كرامة الإسلام وعزة الإيمان .

    ولقد وجد هذا النظام الفاسد الغاشم دعماً سياسياً لظلمه وعدوانه ، متمثلاً في دولتين لهما ثقلهما العالمي هما روسيا والصين اللتان توفران له الحماية من القرار الأممي , وتعارضان إيقاع العقوبات عليه ، ووجد كذلك دعماً مادياً وعسكرياً من بعض الدول والمنظمات الباطنية الحاقدة كإيران والعراق وما يُعرف بحزب الله في جنوب لبنان ، مما جعله يمضي قُدُماً في طغيانه وجبروته ضد شعبه الأعزل ، كل هذا والعالم العربي والإسلامي يقف موقف المتفرج مما يجري لإخواننا من أهل السنة في سوريا ، في تخاذل مؤسف وعجز مخجل باستثناء مواقف إيجابية معدودة على أصابع اليد الواحدة من قادة بعض الدول ، ولم ترقَ لمستوى الحدَث وخطورته فيما هو مُعلنٌ رسمياً .

    وقد اجتمع ثُلَّة من العلماء والدعاة وأهل الفضل في مكة حرسها الله وذلك مساء يوم الجمعة 25/7/1433من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم , وانتهى اجتماعهم ببيان ما يلي:

 

    1 – ما يحدث في سوريا اليوم هو إبادة جماعية وقتل على الهوية من جانب النظام الأسدي , وهو اعتداء وظلم سوف يجني هذا النظام الظالم ثمراته عاجلاً "ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله".

    2 – موقف الغرب الناعم تجاه النظام الأسدي مقارنة بمواقفه القوية تجاه أنظمة أخرى في العالم يسقط الثقة بدعاواه حول نشر الحرية والديمقراطية والعدالة في جميع الأصقاع ، ويؤكد أن لدولهم حسابات أخر تُخالف ما هو مُعلن .

    3- كما أننا نثني على الجهود المباركة التي تقوم به شعوب وحكومات على المستوى المعنوي والمادي والعمل السياسي الداعم للقضية ودور العلماء والدعاة وخطباء المساجد في بلاد المسلمين عموماً ودول الخليج وبالذات الجهود المشكورة لهذه البلاد ـ المملكة العربية السعودية التي ينظر إليها المسلمون والعالم نظرة إكبار وانتظار لمواقفها، وكان من آخرها اعتذار الغرفة التجارية بالرياض عن استقبال الوفد الروسي تعبيراً عن الاستنكار، ونثني جهود المسؤولين المعلنة في نصرة القضية ونطالب حكومتنا ـ وفقها الله لكل خير ـ مزيداً من الدعم والمناصرة، وهو مقتضى واجب النصرة، والواجب عليهم عظيم بما حملهم لله من الأمانة، ونؤكد على وجوب الدعم والمناصرة لأهلنا في سوريا بالمال وكل أوجه الدعم وأن هذا فرض عين على كل مسلم حتى ترفع هذه النازلة.

4- ما يقوم به الجيش السوري الحر وأفراد القادة من أعمال باسلة هو من الدفاع عن الدين والنفس والمال والعرض  ومن نصرة المظلوم والأخذ على يد الظالم , وهي معان يأمر بها الشرع الإسلامي , وهو من الجهاد في سبيل الله الذي جاءت النصوص الشرعية به، وقد أثمر عملُهم المبارك في تقدمهم ميدانياً وقيامهم بعمليات نوعية بعثت الأمل في قلب الموازين وترجيح الكفة لصالحهم إن شاء الله تعالى، وندعو كل قادر من الشعب السوري إلى الانضمام إلى قوافل المجاهدين حسب قدرته وإمكانه، وندعو أفراد الجيش والأمن في سوريا إلى الانشقاق عن هذا الجيش الداعم للطاغية في طغيانه، ونؤكد على أنه يحرم الاستمرار في العمل في كل ما له علاقة في قمع ومواجهة الشعب السوري.

    5 – نوصي إخواننا في سوريا عموماً والمجاهدين في الجيش الحر خصوصاً بالعودة إلى الله تعالى  والتوبة من المعاصي الظاهرة والباطنة ، واحتساب الأجر، والصبر على ما أصابهم من بلاء ونقص في الأموال والأنفس والثمرات، وطلب النصر من الله وحده وقطع العلائق عما سواه ، فلا يُعَوِّلون على نصرة تأتيهم من الشرق أو الغرب , وقد ظهر ذلك ولله الحمد جلياً في هتاف المتظاهرين في المدن السورية (مالنا غيرك يا ألله) .

    6 – نهيب بإخواننا في فصائل المقاومة أن يتوحدوا تحت راية واحدة ، وأن يتفقوا على كلمة سواء بينهم ، وأن يحذروا كل الحذر من التنازع والافتراق ، وأن يحذروا من الاختراقات الاستخباراتية التي يمارسها النظام ومن عاونه بهدف بث الفرقة والتناحر بين فصائلهم ، آخذين العبرة مما جرى بين بعض فصائل المقاومة في بعض دول المنطقة قديماً وحديثاً .

    7 – ندعو جميع الساسة وأصحاب القرار إلى التنسيق مع أهل العلم الشرعي في سوريا وعدم تغييبهم ، والتضامن مع قادة المقاومة في الداخل ومع ممثليهم في الخارج ؛ للإعداد المسبق والعاجل لمرحلة ما بعد النظام الأسدي .

    8 – نوصي المسلمين عموماً وفي دول الجوار خصوصاً  بتقديم العون للاجئين وتوفير ما يحتاجونه من المتطلبات المعيشية والطبية ، وذلك مما أوجبه الله عليهم ، كل بحسب استطاعته ، وأن ذلك يعد من الجهاد في سبيل الله ، كما قال صلى الله عليه وسلم (مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا، فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ، فَقَدْ غَزَا ) رواه مسلم .

     9- نؤكد للشباب المسلم الغيور في كل مكان على ما يعلنه عددٌ من علماء سوريا المعتبرين وقادة المقاومة في الداخل والخارج من عدم حاجتهم للرجال , وأن بلادهم مليئة ولله الحمد بأهل البسالة والنجدة والغيرة والتدريب الكامل , وأن حاجتهم تنحصر في الدعم المادي والمعنوي .

10- ومن مكة المكرمة وقرب الحرم الشريف ننادي خادم الحرمين الشريفين وفقه الله بفتح أبواب التبرع لمساندة إخواننا في سوريا وبشكل عاجل قربة لله بين يدي شهر رمضان، وبراءة للذمة واستجابة للرغبة الشعبية الملحة في هذا الصدد.

 

    ونستغفر الله عن تقصيرنا في ونطلب منكم العفو والمسامحة، فنحن معكم بقلوبنا ودعواتنا ومشاعرنا.

 

وختاماً فلإخواننا في بلاد الشام .. فإننا ومن هذا البقعة الطاهرة مكة المكرمة نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ينصركم على عدوكم ، ويتقبل شهداءكم ، ويجبر مصابكم ، ويشفى مرضاكم ، ويمن عليكم بالنصر والتمكين عاجلاً ، إنه سميع مجيب .

 

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .