رئيس جمعية ابن باز في غزة: نعمل على مشروع لتخريج علماء مبرزين خلال عشر سنوات .. .. الرافضة ينشطون في غفلة وتقاعس أهل السنة
26 جمادى الأول 1434
محمد لافي

دعوة أهل السنة والجماعة التي تمثلها جمعية ابن باز بفضل الله تبارك وتعالى فُتحت لها كثير من القلوب... الرافضة ينشطون في غفلة وتقاعس من أهل السنة وقد امتدت أياديهم حتى وصلتنا فلسطين عبر الدعم المالي الذي يقدمونه ... ما زلنا بحاجة إلى الكفاءات والدعاة المؤهلين...تعرضنا لكثير من حملات التشويه لكن بفضل الله  الكثير من الخصوم خفّت لغتهم وقد قربت مواقف بعضهم منا أكثر فأكثر.

لدى زيارته الرياض قادماً من قطاع غزة كان لـ"المسلم" لقاء مع فضيلة الشيخ د. عمر الهمص رئيس جمعية بان باز الخيرية في قطاع غزة, الذي تحدث عن الجهود الدعوية التي تضطلع بها المؤسسة والتحديات التي تواجهها ودور المؤسسة في نصرة الشعب السوري.

 

ما هو الدور الذي قامت به مؤسسة ابن باز الخيرية في نصرة قضية الشعب السوري؟

 

قضية سوريا هي الجرح النازف الذي يتألم له كل مسلم, قضية اجتمعت فيها كل القوى المعادية للإسلام في دعم النظام السوري العميل والخبيث الذي يخدم مخططات الأعداء, لذلك كانت مجازر بشعة قد تمت لأهل السنة هناك في الشام وفي سوريا, استشعرنا هذا الأمر وخطورتها منذ اللحظات الأولى لثورة الشعب السوري ضد هذا الطغيان وهذا الظلم وهذه الوحشية, لذلك انتشر دعاتنا وخطباؤنا في المساجد عبر الخطب وأقمنا لذلك حملة مكثفة استمرت ثلاثين يوماً استهدفنا فيها تقريباً جميع مساجد قطاع غزة بيّنا فيها عقيدة النصيرية وحقدها الأسود على أهل السنة, بيّنا فيها عمالة هذا النظام الظالم, بينا فيها ارتباط هذا النظام بمصالح الغرب الصليبي الكافر والصهيونية العالمية الخبيثة والروافض الحاقدين على هذه الأمة, بينا فيها واجب الأمة شعوباً وحكاماً وأفراداً وعلماء تجاه قضية نصرة إخواننا في سوريا, أيضاً قمنا بعروض مرئية في كثير من المناطق وفي كثير من المساجد، وزّعنا البيانات والنشرات واليافطات التي تدعم إخواننا في سوريا ونصرتهم أيضاً, عقدنا لذلك ما يشبه المؤتمر ندوة كبرى وصوّرناها وحصرنا على إرسالها لإخواننا هناك لتربط على قلوبهم وتشعرهم بنصرة إخوانهم لهم.

 

فضيلة الشيخ, معلومة هي الجهود الدعوية لمؤسسة بان باز الخيرية في قطاع غزة, ولكن هل لكم جهود في تخريج علماء على غرار معاهد تكوين العلماء في عدد من الدول الإسلامية.

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، الحقيقة أن جمعية ابن باز الخيرية الإسلامية حديثة الإنشاء والتكوين, فلها الآن حوالي السبع سنوات, و في هذه الفترة القصيرة أنشأنا معهد للدراسات الشرعية, فنحن نعنى بطلبة العلم ونجتهد في هذا الإطار، ولقد حاولنا الاستعانة بمجموعة من طلبة العلم, ولا زلنا حتى الآن نجد صعوبات كبيرة, لكننا ماضون بإذن الله تبارك وتعالى, وفي خطتنا أن لدينا مشروع النخبة وهو لحفظ كتاب الله تبارك وتعالى ومن بعده حفظ متون علمية في شتى فنون العلم الشرعي, وهذه تؤهل لتخريج علماء بإذن الله مبرزين خلال تقريباً مدة عشر سنوات, لا زلنا في بداية الطريق لكننا نرجو الله سبحانه وتعالى أن ييسر لنا الأمور.

 

كيف تقيّمون تجربتكم الدعوية خلال السنوات الماضية وما هي نظرتكم للمستقبل بناء على ما أنجزتموه خلال الفترة الماضية؟

 

الحمد لله رب العالمين التجارب الدعوية حقيقة تحتاج إلى زمن كافٍ حتى يكون هناك تقييم صادق ودقيق لكن لا بأس من متابعة ومداومة التدقيق دائماً والمراجعة, فنحن نقوم نراجع كل خطوة نخطوها,  لا شك أننا اليوم بفضل الله تبارك وتعالى تقدمنا خطوات أكثر وأفضل من ذي قبل ودخلنا إلى مساحات جديدة في عملنا الدعوي والآن دعوة أهل السنة والجماعة التي تمثلها جمعية ابن باز بفضل الله تبارك وتعالى فُتحت لها كثير من القلوب وهذا نلمسه في توجه الناس تجاهنا في أسئلتهم التي تُقدَّم لنا, في طرح قضاياهم وشكاواهم الخاصة علينا, هذا يدل على التصاقنا بالناس والتصاق الناس بنا ومحبتهم لهذه الدعوة بفضل الله تبارك وتعالى، علاقاتنا مع الآخرين لربما كان في بعض الأوقات فيها بعض الاحتكام وفيها بعض التوتر, الآن باستمرارنا على منهجنا نحسب أنه منهج سليم منهج قويم بفضل الله تبارك وتعالى, ثباتنا على هذا المنهج مع علاقاتنا الحسنة مع ابتساماتنا العريضة للناس مع محبتنا مع صدق أخوتنا أنتجت وأثمرت بفضل الله واقعاً أفضل بكثير من ذي قبل.

 

ونحن ننظر أن المستقبل بفضل الله تبارك وتعالى هو مستقبل واعد لهذه الأمة فهذه بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة, بلا شك نحن جزء من هذه الأمة المستقبل لهذا الدين بكل ما تحمله هذه الكلمة من أمل ومن وعد مشرق بإذن الله تبارك وتعالى، الناس اليوم يتحولون إلى المساجد وحدانا وزرافات، الشباب اليوم بفضل الله يملأ المساجد، حلقات تحفيظ القرآن الكريم اليوم تملأ المساجد بل تجد في المسجد الواحد العديد من حلقات التحفيظ، اليوم أصبحت مراكز التحفيظ تخرّج بدل العشرات مئات بل ألوفاً من حفظة الله تبارك وتعالى، اليوم يتوجه أذكياء الشباب إلى الدراسات الشرعية بعد أن كان لا يتوجه لها إلا من لا يجد فرصة في كليات العلمية والعملية هذه مؤشرات إيجابية ومشرقة لهذه الأمة بإذن الله تبارك وتعالى تؤذن بفجر مشرق جديد إن شاء الله.

 

ما هي جهود المؤسسة الموجهة للأسرة والمرأة والفتاة المسلمة؟

 

بفضل الله تبارك وتعالى أنشأنا مراكز تحفيظ تستهدف الأطفال من الذكور والإناث وأنشأنا رياض أطفال تستهدف البنات والبنين, أنشأنا أيضاً لجاناً نسائية في كل منطقة من المناطق تعنى بالنساء وهنّ أطفال وهن طالبات وهن نساء جامعيات, وما فوق هذا من باب اهتمامنا بالأسرة سواء كانت في مرحلة الطفولة أو مرحلة الشباب أو حتى الآباء والأمهات فدروسنا العلمية والوعظية تستهدف الجميع.

 

فالحقيقة هناك جهود كثيرة بذلت من قبل الجمعية بخصوص الأسرة الفلسطينية تربوية أو اجتماعية الجانب التربوي هناك برامج كاملة تعالج قضية الطفل تهتم بالطفل من ناحية تعليمية من ناحية ثقافية من ناحية ترفيهية من ناحية تحفيظ القرآن الكريم, هناك أنشطة للطلاب منذ قبل دخول المدرسة في رياض الأطفال ثم الاهتمام بالطلاب في المدارس الابتدائية ثم الاهتمام هناك برامج للطلاب في الإعدادية ودورات شرعية متناسبة مع أعمارهم, هناك عمل طلابي خاص بطلاب الثانوي وأيضاً مخيمات وهناك أعمال تختص بالعمل الجامعي, ولا شك أن هذا يخدم ويصب في موضوع الأسرة هناك اهتمام بالمرأة, فهناك مقر خاص بالمرأة تابع للجمعية تقريباً جميع أنشطة الجمعية التي ذكرت توجد في هذا المقر تشرف عليه أخوات صالحات فضليات نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقهن هناك.

 

 أيضاً جهد للجمعية في الإصلاح بين الأسر وبين العائلات أحياناً في المشاكل والتقريب بين وجهات النظر في ذلك هناك أحياناً دعوات تستهدف فئات معينة من الناس للقاء دعوي معين يختص بفئة معينة مثل المهندسين المدرسين مثل الأطباء مثلاً هناك أيضاً حملات تستهدف الأسرة لكن على مستوى القطاع مثل مثلاً قبل أن نأتي كنا قد أعلنا عن حملة توجه ضد التبرج والسفور الذي ينتشر في قطاع غزة وقد أثرنا جميع الفصائل الموجودة في القطاع وشارك الجميع والحمد لله، ولا زالت الآن مستمر الإعداد لها وسنكمل إن شاء الله بعد عودتنا.

 

لا يخفى عليكم الجهود التي يبذلها الرافضة سواء من إيران أو من أتباعها في محاولة نشر المذهب الشيعي في القطاع, كيف تصدت المؤسسة لمثل هذه الجهود؟

 

الحق أن الرافضة ينشطون لباطلهم في غفلة وتقاعس من أهل السنة, وقد امتدت أياديهم حتى وصلتنا هنا حتى في فلسطين عبر الدعم المالي الذي تقدمه حيث يغلب على أهل فلسطين العوز والحاجة سواء إلى المال أو إلى السلاح, هم يحاولون سد هذه الثغرة في وجود موطئ قدم فهم في فلسطين، ولقد لاحظ نحن تأثُّر بعض الأفكار من بعض مَن يتعاملون مع الرافضة وبدأنا نسمع في الشارع ألفاظاً تساوي بين أبي بكر رضي الله عنه وعلي رضي الله عنه ولا تعترف بفضل أبي بكر على علي, وأحياناً هناك بعض القدح في معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه, ومرات في أبي سفيان نفسه وحتى وصل الأمر إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، أمام هذه الظاهرة كثفنا حملاتنا الدعوية ودوراتنا الشرعية التي تبين عقيدة أهل السنة والجماعة الصافية التي تتحدث عن قيمة ومكانة وأهمية صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمعين, ونحاول تتبع مصادر هذه العبارات وهذه الألفاظ والتغير ونحاول فضح مخططات الشيعة في بلادنا ولا شك أن هذا بفضل الله تبارك وتعالى مما أدى إلى حماية وعصمة الناس بفضل الله حتى الآن من مزيد من مثل هذه الأشياء.

 

ما هي أبرز التحديات التي تواجه عمل المؤسسة الدعوي في قطاع غزة؟

 

لا شك أن التحدي الأول الذي يواجهنا هو قلة الكفاءات المطلوبة لتغطية الحاجة, عندنا بفضل الله عدد لا بأس به من الدعاة لكننا دائماً نحتاج إلى الدعاة المؤهلين, الدعاة الذين تتآلف حولهم القلوب في الغالب هذا أمر يحتاج إلى زمن حتى نستوفي مثل هذه الطاقات وهذه الكوادر فالعائق الأول هو نقص هذه الكوادر, وقلتها أمام الحاجة الكبيرة في مجتمعنا حقيقة.

 

 الأمر الثاني الجهل الذي يضرب بأطنابه في كثير من أبناء هذه الأمة لذلك لربما لا يستقبلون النصائح والدعوات والمواعظ والإرشادات إلا بصعوبة, وهذا يحتاج إلى مزيد من الصبر ومزيد من المرونة واللين والرفق في التعامل مع هؤلاء.

 

 ثالثاً قلة الإمكانيات أيضاً: الدعاة الآن مشغولون في الغالب بأعمالهم اليومية والحياتية ومراعاة شؤونهم الخاصة، العمل لدين الله تبارك وتعالى يحتاج إلى تفرغ ويحتاج إلى أوقات وهذا يحتاج بالتالي إلى إمكانيات كلما زادت الإمكانيات زادت قدرتها على تفريغ يعني تخريج دعاة قادرين مؤهلين بإذن الله تبارك وتعالى.

 

كما هو شأن جميع الدعاة والمصلحين, تتعرض دعواتهم للتصادم مع بعض أصحاب الأهواء أو حتى أصحاب الأفكار المخالفة, ما الذي واجهتموه من ذلك وكيف كان موقفكم منه ؟

 

لم يسلم أحد من الدعاة المخلصين والعاملين الصادقين من التشويه على مر التاريخ, حتى إن سيد الدعاة محمداً صلى الله عليه وسلم لم يسلم من هذا, فقد أُطلقت عليه صلى الله عليه وسلم ألفاظاً معروفة مشهورة, وقد كان يُسمى الصادق الأمين, قالوا عنه شاعر وقالوا عنه ساحر وقالوا عنه مجنون، أيما دعوة صادقة تقدمت للناس تجد من الخصوم دائماً أنواعاً من الإعاقة ومحاولات الصد ومن أشهرها التشويه هذا الأمر بلا شك يستمر مع الدعوات, لكن إذا ثبتت الدعوة وصدقت في معاملاتها مع الناس وطهرت أيادي القائمين عليها لا شك أن الصورة تتحول شيئاً فشيئا,ً والذي يثبت هو طهارة ونقاء وصدق هذه الدعوة, الأمور بفضل الله تبارك وتعالى الآن أحسن بكثير من ذي قبل القلوب بفضل الله متآلفة حولنا كثير من الخصوم خفّت لغتهم وقد قربت مواقف بعضهم منا أكثر فأكثر.

جزاكم الله خيراً ووفقنا وإياكم لكل خير