
أكد الأمين العام لمجمع فقهاء الشريعة ورئيس الجامعة الدولية ورئيس أكاديمية الشريعة أن الرئيس المصري محمد مرسي تجب له في عنق الأمة حقان هما الطاعة والنصرة، وذلك لأنه قد انعقدت البيعة له من خلال فوزه في الانتخابات التي صوت فيها العامة والخاصة.
وأوضح الدكتور صلاح الصاوي أن حدود لله عز وجل تلك، "قد نتفهم أن لا يعقلها العلمانيون والذين في قلوبهم مرض، وأن يتمرد عليها المبطلون والمرجفون في المدينة"
كما لفت د. الصاوي إلى أن للرئيس مرسي أخطاء كغيره من البشر، لا ينازع في ذلك إلا مكابر، وله حسناته كذلك، وقد لا يكون هو الأكفأ والأجدر بتسنم قمة القيادة العامة، وما من الناس من أحد في موقع من المواقع إلا وأنت واجد في البشر من هو أكفأ منه، وأولى بهذا الموقع منه، ولو حكمنا هذا المنطق، وكان كلما اجتمع أمرنا على أحد انفضضنا من حوله، وتشوفنا على الفور على غيره، ولم نوف إليه عهده إلى مدته، ما استقر لنا قرار، ولا انتظم لنا رسوخ في مدار!
وتابع: نعم إن من حق الأمة التطلع إلى الأفضل، والتشوف دائما إلى الأكمل، لكن وقت الحديث عن هذا ليس هو قت الاصطلام وتحالف الأحزاب، وتقاسمهم على التخريب والانتقام، وجر الأمة وراءهم إلى محرقة عامة! بل هو وقت الاقتراع والترشيح والتصويت، فإذا أفرزت هذه الآليات لنا قيادة تعين إلقاء السلم إليها، وإقدارها على حمل أمانتها، والصبر إلى جولة انتخابية قادمة!
كما أكد الشيخ الصاوي أيضًا أن الإخوان من وراء الرئيس مرسي لهم أغلاطهم كغيرهم من الجماعات، وقد يكون نصيبهم من ذلك في بعض المواقع أوفر، ولهم حسناتهم كذلك، وفي ذلك يتنازع المتنازعون، أو يتحاور الراشدون، ولكن مرسي وفريقه يحملون المشروع الإسلامي على عواتقهم، شأنهم شأن غيرهم من أهل الدين في هذا البلد، به يؤمنون، وإليه يدعون، وعلى أساسه انتخبوا، لا ينازع في ذلك كذلك إلا مكابر!
واعتبر الدكتور الصاوي أن تصفيق غير الإسلاميين لفريق منا ليقتطعوه عن بقية إخوانه ما هي إلا محاولة لخلخلة الصف الإسلامي، وتقطيع أوصاله ليسهل ابتلاعه، واذكروا دائما أنه إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية! وقد أكلت يوم أكل الثور الأبيض، وإن اسعد الناس بهذا التهارج الذي تستعر حرائقه على الساحة المصرية هم الصهاينة الغاصبون، ومن يظاهرهم على بغيهم من قوى الاستكبار والبغي العالمية، ثم طلائعهم في بلادنا البائسة المنكوبة!
وتوجه الشيخ صلاح الصاوي إلى الأمة بقوله: ليس هذا وقت الحديث عن معاتبات سياسية، أو مناورات حزبية، وإنما هو وقت الاصطفاف العام في الخندق الإسلامي العام، واستمطار رحمات ربنا وألطافه، واستدفاع سخطه وعذابه، بالاستغفار في الأسحار، والصلاة بالليل والناس نيام، وصدق الضراعة إلى الملك العلام، وحسن الظن بالله عز وجل، والاعتصام بحبله جميعا، ونبذ التفرق والتداعي إلى التغافر وإصلاح ذات البين، ثم بالتواصل مع العقلاء والصلحاء في كل موقع لإعادة اللحمة الاجتماعية، وللاتفاق على مشترك من الخير العام، يجتمع فيه أهل الدين مع غيرهم، إنقاذا لسفينة الوطن، وتجنيبا له ويلات هذه الفواجع التي تقاسم عليها الغلاة والشانئون، والله من وراء القصد، وهو تعالى أعلى وأعلم