11 محرم 1436
الرياض - المسلم - خاص

أكد فضيلة الشيخ ناصر بن سليمان العمر أن يوم عاشوراء الذي نجى الله في موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده هو يوم فرح وسرور للمسلمين وتفاؤل بنصر الله عز وجل لعباده الصالحين على الرغم من الأخطار والمحن التي تحيط بهم, مضيفاً أن المبتدعة الروافض جعلوا منه يوم حزن وبكاء ليخالفوا بذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بصيامهم هذا اليوم شكراً لله عز وجل, داعياً إلى الاستفادة من الدروس والعبر من قصة موسى عليه السلام وقومه ونجاتهم من ظلم فرعون وجبروته في هذا اليوم.

 

وقال المشرف العام على موقع المسلم خلال درسه الأسبوعي بمسجد خالد بن الوليد بالرياض بأن هناك تشابه بين الموقف الذي نجى الله فيه موسى وقومه وبين موقف المسلمين في موقعة بدر, مبينا أن أصحاب موسى عليه السلام والمسلمين في بدر كانوا في حالة ضعف قبل أن ينصرهم الله عز وجل ويخذل أعداءهم, وهذه منة من الله عليهم. مؤكداً على أهمية التفاؤل بنصر الله عز وجل وتمكينه مهما كانت الأهوال المحيطة بالأمة كلتك التي تمرّ بها الآن.

 

وبين أن الموقف الذي وجد فيه موسى عليه السلام وأصحابه أنفسهم قد حوصروا من أعداءهم حتى اقتربوا من الإجهاز عليهم كان أشد وطأة وخطراً مما تمر به الأمة الإسلامية الآن, وحين دخل اليأس إلى قلوب أصحاب موسى وقالوا لنبيهم "إنا لمدركون" جاء الرد من نبي الله عليه السلام بقوله "كلا! إن معي ربي سيهدين" فجاء النصر من الله تبارك وتعالى, موضحاً أن هذا الموقف يعلمنا التفاؤل وعدم اليأس أو القنوط في مثل هذه الظروف, وأن نصر الله قادم لهذه الأمة على الرغم مما يحاط بها من أهوال وما تمر به من مؤامرات وتداع للأمم عليها.

 

وأكد د. العمر أن مثل هذه المحن تتطلب الأخذ بأسباب النصر والنجاة , موضحاً أن الله عز وجل بمقدوره أن يشق البحر لموسى لكنه طلب منه فعل السبب وهو ضربه للبحر بعصاه, فمع عدم مقدرته وقومه على مجابهة فروع وجنوده, لكنه فعل ما بوسعه وهو ما أمره الله به  فكان أن ضرب البحر بعصاه فانشق البحر, وقال الشيخ العمر بأن هذه القصة ترشدنا إلى ضرورة الأخذ بالأسباب المتاحة وأن يفعل المرء ما بوسعه وأن يتخلص مما قد يتسلل إلى نفسه من اليأس أو القنوط.

 

وحذر من الخلاف والنزاع وأثر ذلك في إضعاف الأمة وهزيمتها, موضحاً أن قوم موسى حين رفضوا دخول بيت المقدس حكم الله عليهم بالفسق وحرم عليهم هذه الأرض المقدسة ليتيهوا بعدها في الأرض أربعين سنة, وقال إن هذه هي حال الأمة حين يقع فيها الخلاف والنزاع والمرض, فإنها تصاب بعقوبة الله عز وجل, ويتأخر النصر.

 

وأكد فضيلته على ضرورة إصلاح مستقبل الأمة والعمل على إعداد جيل جديد يتولى النهوض بها والانتصار لها, مبيناً أن موسى عليه السلام حين رفض قومه دخول بيت المقدس بدأ في إعداد جيل جديد وقد استمر ذلك أربعين سنة حتى انتهى الجيل السابق حساً أو معنى وتمكن الجيل الجديد من دخول بيت المقدس على يد نبي الله يوشع بن نون وهو أحد الرجلين الذين بقيا مع موسى عليه السلام فقد فتح الله على يده بيت المقدس بعد أن أعد جيلاً جديداً لهذه المهمة مؤكداً الشيخ العمر أن هذا يدعونا إلى عدم اليأس وعدم التعجل فقد يأتي النصر متأخراً كفتح بيت المقدس والذي جاء بعد وفاة موسى وأخيه هارون.

 

وحذر د. العمر من البدع التي تحدث في هذا اليوم وقال بأن أعظم البدع التي ألحقت بعاشوراء هي بدع الرافضة مبيناً أن عاشوراء هو يوم فرح وسرور بنصر الله عز وجل لكن المبتدعة جعلوا منه يوم حزن وبكاء وألم ليخالفوا بذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويشوهوا تاريخ الإسلام.

 

كما حذر فضيلته من مخططات اليهود التي بدأت تتزايد لهدم المسجد الأقصى مبيناً أن اليهود الآن يتبعون خطوات متدرجة لهدم المسجد الأقصى مستغلين ضعف الأمة والحروب القائمة فيها وتداعي الأمم عليها في إشارة إلى قرار العدو الصهيوني إغلاق المسجد الأقصى مشيداً بالجهود التي يقوم بها أبناء بيت المقدس في الحفاظ عليه والتصدي لليهود, مؤكداً على ضرورة الوقوف في وجه مخططات اليهود بشتى الوسائل ومن أهمها الدعاء داعياً إلى إحسان الظن بالله والتيقن من نصره