أنت هنا

19 شعبان 1436
المسلم ــ وكالات

اعتدى مجهولون، مساء أمس الجمعة، على مقبرة للمسلمين في منطقة "بروندبي"، غربي العاصمة الدانماركية كوبنهاغن، إذ أقدموا على تدمير الشواهد، وبعثرة وسحق الزهور المزروعة فوق القبور.

وقال "كيم مادسن"، الضابط المناوب في شرطة منطقة غربي كوبنهاغن، في بيان صادر عنه "تلقينا مساء أمس بلاغاً من شخص في المقبرة، وعند وصولنا إليها رأينا نحو 50 شاهد مدمر، ولم نتمكن من التوصل إلى الفاعلين"، مبيناً أنهم (الشرطة) اتخذوا تدابير أمنية إضافية حول المقبرة، وفتحوا تحقيقا حول الحادث.

من جهته، أدان المجلس الإسلامي في الدنمارك بشدة إقدام متطرفين دنماركيين على اقتحام مقبرة للمسلمين في بروندبي جنوب العاصمة الدنماركية كوبنهاغن والعبث بعدد من قبورها، واعتبر ذلك عملا إجراميا شنيعا قال إن يستهدف النيل من وحدة الدنماركيين وتماسكهم.
وأكد رئيس المجلس الإسلامي الدنماركي الشيخ عبد الحميد الحمدي في تصريحات نقلتها عنه وكالة "قدس برس"، أن هذا العمل، الذي وصفه بـ "الإجرامي"، عملا معزولا ولا يعكس إلا سلوك أصحابه، الذين وصفهم بـ "المنحرفين"، وقال: "لا يملك المرء إلا أن يدين بأشد العبارات إقدام هؤلاء المتطرفين العنصريين الدنماركيين على اقتحام مقبرة المسلمين بروندبي جنوب كوبنهاغن والعبث بقبورها، لأن هذا السلوك لا يمارسه إلا متطرف وعنصري وجاهل، هدفه النيل من وحدة الدنماركيين والنيل من استقرارهم الاجتماعي والديني، ومحاولة إشعال فتنة دينية يرفضها الدنماركيون بمختلف مكوناتهم.

 

ولذلك فهو عمل إجرامي معزول لا يعبر إلا عن سلوك من نفذه".

 

كما دعا الحمدي مختلف مكونات الدنمارك رسميين ونشطاء مجتمع مدني ومسؤولي مؤسسات دينية وإعلاميين وغيرهم إلى الوقوف صفا واحدا ضد المتطرفين والعنصريين، وقال: "أدعو كافة مكونات الدنمارك الرسمية والمدنية والسياسية والأمنية ورؤساء المؤسسات الإعلامية والدينية إلى الوقوف صفا واحدا دفاعا عن قيم المواطنة ورفضا للتطرف والعنصرية، ودعما لقيم التعايش والتسامح والتماسك بين أبناء الدنمارك".

 

وحث الحمدي المسلمين على التعقل وترك القانون يأخذ مجراه مع المجرمين، وقال: "إنني أدعو مسلمي الدنمارك إلى أن يتمسكوا بسلوكهم الحضاري في رفض هذه الأعمال الاجرامية، من خلال دعم الفهم الوسطي للإسلام وعدم الانجرار إلى ردود فعل انفعالية ترك القانون يأخذ مجراه مع المجرمين المسؤولين عن هذا العمل المنافي لكل القيم الانسانية والمدنية والدينية"، على حد تعبيره.

 

كانت الحكومة الدنماركية قد وافقت عام 2006 على إقامة مقبرة للمسلمين في بروندبي (جنوب كوبنهاغن) على أرض تبلغ مساحتها 50 ألف متر مربع، بعد أن كان المسلمون في الدنمارك يدفنون موتاهم في أقسام مخصصة لهم في بعض المقابر العامة الدنماركية، وكان بعضهم يفضل إرسال موتاهم إلى بلدانهم الأم.