أنت هنا

20 ربيع الثاني 1438
المسلم ــ متابعات

أماطت محامية هيئة الأسرى والمحررين في فلسطين هبة مصالحة،  اليوم الأربعاء، النقاب عن شهادات جديدة لأسرى قاصرين (أقل من 18 عاما)، يقبعون في سجن مجدو؛ أفادوا خلالها عن تعرضهم لمعاملة وحشية وقاسية وتعذيب وتنكيل خلال اعتقالهم والتحقيق معهم.

وأفاد الأسير محمد تحسين محمد الدايم (17 عاما) من سكان بلدة عنبتا قضاء طولكرم، المعتقل يوم 15-8-2016، أنه اعتقل من البيت حوالي الساعة الثالثة فجرا، بعدما اقتحمه العشرات من الجنود، وكسروا باب مدخله.

 

ويضيف في شهادته "استيقظ أهل البيت على صوت تكسير الباب، ووقفوا أمام الجنود ليمنعوهم من دخول الغرف.. سأل الضابط عني وطلب هويتي، بعد أن تأكد من شخصي اعتقلني".

 

"خارج البيت قيدوا يدي إلى الأمام بقيود حديدية، وعصبوا عيني، ثم اقتادوني مشيا على الأقدام عشرات الأمتار حتى مكان تواجد الجيبات العسكرية، وخلال صعودي الجيب ضربني الضابط بقدمه عدة ضربات من الخلف ثم دفعني بقوة إلى داخل الجيب"، يقول محمد.

 

وتابع في شهادته "أنزلوني في معسكر حوارة، وهناك أجروا لي فحصا طبيا سريعا، ثم فتشوني تفتيشا عاريا، بعده أدخلوني لغرفة مع معتقلين آخرين".

وأردف "أجبرونا أن نركع على الأرض ورؤوسنا منحنية لأسفل، وأيدينا مقيدة للخلف، تقريبًا مدة 10 ساعات".

 

 

وخلال العشر ساعات طلبنا من الجنود السماح لنا بالدخول للحمام إلا أنهم رفضوا، كما طلبنا منهم بعض الماء والطعام إلا أنهم رفضوا بالصياح والصراخ، وإذا أحدنا تحرك قليلا يضرَب بشكل مباشر، يقول محمد.

 

 

وفي ساعات العصر نقل من معسكر حوارة إلى سجن مجدو لقسم الأشبال، وهناك فتش عاريا، وبعد يومين نقل إلى معتقل سالم، وحقق معه هناك مدة 4 ساعات، وبعد انتهاء التحقيق نقل مرة أخرى لسجن مجدو.

 

في السياق نفسه، اكد الأسير عمر أحمد وصفي عبدات (15 عاما) من سكان عورتا قضاء نابلس، المعتقل يوم 27-7-2016، أنه اعتقل من منزله حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، حيث اقتحم جنود الاحتلال المنزل، وانتشروا داخله، وذهب بعضهم إلى غرفة عمر الذي قام مذعورا على صراخ ضابط صهيوني عليه.

 

وبعد أن تأكدوا من هويته، اعتقلوه ومنعوه أن يبدل ملابسه، وخارج المنزل قيدوا يديه وعصبوا عينيه، ثم توجهوا به إلى مكان تواجد الجيبات العسكرية مشيا على الأقدام.

 

وفي الشهادة التي نقلتها المحامية، يقول عمر: "مشينا على الأقدام مسافة طويلة، في أراضٍ زراعية ممتلئة بالأشواك والحجارة، وكنت أتعثر أثناء المشي مرات عديدة".

أمسكني جنديان عندما وصلنا للجيبات، ودفعوني بقوة إلى داخل أحدها، ثم أنزلوني في معسكر حوارة، وأجلسوني في الخارج على الأرض.. طلبت الماء من أحد الجنود، فأحضر لي زجاجة، وبما أنني مقيد وبدلا من أن يصب الماء داخل فمي كان يصبه على جسدي ورأسي ويضحك بسخرية.

بعد الجلوس في الخارج عدة ساعات أدخلوني للعيادة لإجراء فحص طبي، ثم فتشوني عاريا، وأدخلوني لغرفة بقيت فيها حتى ساعات الظهر، ثم نقلت إلى معتقل بتاح تكفا.

بقيت في بتاح تكفا 11 يوما في زنزانة انفرادية، وحُقّق معي يوميا ساعات طويلة مقيدَ اليدين والقدمين في الكرسي كل فترة التحقيق.

بعد 11 يوما نقلت عند العصافير، وبقيت هناك 5 أيام، ثم أرجعوني لبيتاح تكفا لإكمال التحقيق 4 أيام أخرى، ونقلت إلى قسم الأشبال في مجدو.

 

 

أما الأسير رامي ماهر أمين سمار (17 عاما)، من سكان اليامون قضاء جنين، المعتقل يوم 16-9-2016، اعتقل من جانب معسكر سالم حوالي الساعة الرابعة عصرا.

وفي الشهادة، هجم الجنود عليه واعتدوا عليه بالضرب المبرح، وضربوه بشكل تعسفي على كل أجزاء جسده.

وفي معرض الشهادة أنهم "قيدوا يديه وهو ملقى على الأرض إلى الخلف بقيود بلاستيكية، وبعدها فتشوه، فوجدوا معه سكينًا، فغضبوا وانهالوا عليه بالضرب ثانية، حيث أخذوا يضربونه بأعقاب البنادق التي معهم على رأسه ووجهه، وأشبعوه ضربا، “كسروه تكسيرا”".

وتضيف الشهادة "أصيب بالعديد من الكدمات والرضوض والانتفاخ في وجهه ورأسه، ثم قيدوا قدميه كذلك بقيود بلاستيكية وعصبوا عينيه ثم أمسكه اثنان وجرّاه على الأرض، وجسمه يرتطم بالأحجار والأشواك وبأجسام صلبة أخرى ملقاة على الأرض، جرّاه عشرات الأمتار حتى مكان وقوف الجيبات".

وبعد أن وصلوا إلى مكان الجيبات العسكرية أنزلوه في معسكر سالم، وأجلسوه في الساحة على الأرض وبجانبه وقف العديد من الجنود، أخذوا يسخرون منه، وسكبوا عليه الماء، وبقي ملقى على الأرض طوال الليل، وكان كلما غفت عيناه ضربه أحد الجنود.

وفي الصباح أجروا له فحصا طبيا سريعا، وأدخلوه للتحقيق، وحقق معه ساعةً، كما تقول الشهادة، وبعد انتهاء التحقيق نقل إلى سجن مجدو لقسم الأشبال.