أنت هنا

18 جمادى الأول 1438
المسلم ــ قدس برس

تقرر مساء اليوم الثلاثاء، عقد لقاء بين الجنرال خليفة حفتر قائد القوات الموالية لمجلس نواب طبرق شرقي ليبيا، ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج في القاهرة برعاية رئيس الأركان المصري محمود حجازي، وذلك بعد تأجيل اللقاء لمدة 24 ساعة بسبب الخلافات بينهما.

 

 

ونقلت وكالة "قدس برس" عن مصدر دبلوماسي مصري تأكيده أن القاهرة تسعي لإقناع السراج بتعيين حفتر رئيسا للمجلس العسكري في ليبيا، وتوحيد قوي عسكرية مناوئة لثوار ليبيا، في أعقاب انشقاق الحرس الرئاسي الذي شكله السراج سابقا عن حكومته، وانحيازها إلى حكومة الإنقاذ (غير المعترف بها دوليا) بقيادة خليفة الغويل ومن ورائها المؤتمر الوطني العام برئاسة نوري أبو سهمين.

 

 

وأقرّ المصدر، أن خلافات حادة تعرقل أي اتفاق، حيث لا يزال السراج يتحفظ على الطرح المصري بتعيين حفتر، الذي يتولى رئاسة قوات من الجيش في شرقي ليبيا، خشية انهيار حكومته بالكامل في اعقاب تهديدات قوات الثوار "فجر ليبيا" عدم الاعتراف بذلك وانهيار محاولات التوافق.

 

وأكد المصدر الدبلوماسي، أن حفتر والسراج لم يتقابلوا ولم يتفقوا على شيء حتى الأن، والاتصالات تتم عبر الوسيط المصري الفريق محمود حجازي رئيس أركان الجيش الذي ينقل أفكار كل طرف للأخر.

 

في الوقت الذي أشار فيه إلى أن رئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح وصل أيضا للمشاركة في المباحثات، التي تسعي مصر من ورائها لضم حفتر لحكومة الوفاق رسميا.

 

 

وتقول "قدس برس" أن حفتر يشترط اعتراف السراج به كقائد للجيش الليبي وبرتبته الجديدة التي اعطاها له مجلس نواب طبرق رتبة مشير، بينما يرفض الأخير ذلك، وأبلغ الفريق حجازي الذي نقل له مطالب حفتر، أن تعيين حفتر رئيسا للمجلس العسكري، معناه تفجير الخلافات مرة أخرى خاصة أن الحرس الرئاسي الذي كان يعول على أن يكون نواة لجيش ليبيا انشق عليه وانضم لثوار ليبيا (فجر ليبيا).

 

 

وبشأن احتمالات خروج اللقاءات بنتائج مثمرة، استبعد المصدر الدبلوماسي ذاته، الخروج بنتائج فورية للقاء المنتظر بين حفتر والسراج، إلا أنه اعتبر أن مجرد لقاء الطرفين مقدمة للبحث عن حل وسط يحدد دور ومكان حفتر في المشهد السياسي والدستوري الليبي، وهو الموضوع الذي شكل محور الخلاف بين حكومتي طرابلس وطبرق.

 

 

ولم يستبعد المصدر الدبلوماسي المصري عقد لقاء مباشر بين حفتر والسراج بحضور الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بهدف تحريك الجمود بينهما، حيث يدفع السيسي باتجاه الاعتراف بحفتر قائدا للجيش الليبي، وتدعمه القاهرة وأبو ظبي عسكريا وسياسيا.

 

 

 

وكان القيادي البارز في ميليشيات "فجر ليبيا" وعضو المجلس الأعلى للدولة المنبثق عن الاتفاق السياسي عبد الرحمن السويحلي، انتقد زيارة السراج لمصر للقاء حفتر مطالبا إياه بتقديم استقالته فورا.

واعتبر السويحلي في منشور على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن "هذه الزيارة تُعد خرقا غير مقبول للاتفاق السياسي"، باعتبار "حفتر سببا رئيسا في الأزمة الليبية"، بحسب السويحلي الذي قال إن "تصرفات السراج لا تصب في مصلح التوافق الوطني وتؤدي إلى مزيد من التأجيج والصراع".

 

وسبق أن استضافت القاهرة السراج، في 12 يناير الماضي، كما استقبلت، حفتر، في 20 من الشهر ذاته، في اجتماعين منفصلين تم خلالهما بحث تطورات الأوضاع في ليبيا وكيفية توافق الفرقاء والسعي نحو حل الأزمة، بيد أن اللقاءات لم تسفر عن أي توافق.