أنت هنا

26 رجب 1438
المسلم ــ متابعات

قامت السلطات الجزائرية قبل أيام بترحيل عشرات من اللاجئين السوريين إلى الحدود المغربية الشرقية.

 

وأكدت وسائل إعلام مغربية وصول العشرات من اللاجئين السوريين، بينهم أطفال ونساء وشيوخ، إلى داخل الأراضي المغربية، بعد أن تم ترحيلهم من قبل قوات حرس الحدود الجزائرية.

 

وذكرت صحيفة "اليوم 24" المغربية، أن نحو 55 لاجئ سوري، دخلوا الأراضي المغربية عبر المنطقة الحدودية "تاغلا" على مرحلتين، ووصلوا إلى مدينة فكيك المغربية الحدودية، مشيرة إلى أن السلطات المحلية والأهالي من سكان المدينة قاموا بتقديم المساعدات لهم، بعدما أرغمتهم السلطات الجزائرية على مغادرة ترابها في ظروف مزرية.

 

ونقلت الصحيفة عن مصادر تأكيدها بوجود عدد من اللاجئين السوريين المحاصرين قرب الحدود، بدون أي مساعدة من السلطات الجزائرية، التي تكتفي بنقلهم إلى الحدود المغربية و تركهم لمصريهم.

 

من جهتها، قدمت وزارة الداخلية المغربية، بلاغًا انتقدت فيه ما أسمته "التصرفات اللاإنسانية" للجزائر، وذلك قبل أن تقوم السلطات المغربية بمحاصرة اللاجئين السوريين وتعمل على دفعهم مجدداً نحو الأراضي الجزائرية، وسط تعامي المفوضية العليا للاجئين والمنظمة العالمية للهجرة.

 

وأوضحت الداخلية المغربية أن "السلطات المغربية سجلت، مؤخراً، محاصرة السلطات الجزائرية لـ 55 من المواطنين السوريين بالتراب الجزائري، على مستوى الحدود المغربية- الجزائرية القريبة من مدينة فجيج، بعدما سمح لهم بالوصول إلى هذه المنطقة الحدودية عبر التراب الجزائري على شكل أفواج منذ ليلة 17 نيسان 2017".

 

كما ذكرت الداخلية المغربية في بلاغها أن تعرب الرباط تعرب عن أسفها للوضعية المزرية لهؤلاء المهاجرين والظروف القاسية التي يمرون بها بالجانب الآخر للحدود المغربية.

 

وعبرت الداخلية المغربية عن استغرابها لعدم مراعاة السلطات الجزائرية لأوضاع هؤلاء المهاجرين، ودفعهم قسرًا نحو التراب المغربي، وذلك في تصرفات منافية لقواعد حسن الجوار التي ما فتئت تدعو إليها المملكة المغربية، وفق موقع "هسبريس" المغربي.

 

وأكد بلاغ الداخلية المغربية بأنه "ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها السلطات الجزائرية إلى محاولة ترحيل مهاجرين صوب التراب المغربي، حيث تم تسجيل مثل هذه التصرفات في فترات سابقة".

 

في المقابل، قال موقع "بلادي" المغربي، أن السلطات المغربية بمدينة فكيك شرق المملكة، منعت عشرات اللاجئين السوريين القادمين من الجزائر من دخول المدينة وفرضت طوقاً أمنياً حولهم.

 

ونقل الموقع عن "حسن العماري" المسؤول في مجموعة "هاتف الإنقاذ" الدولية العاملة في مجال الهجرة، قوله إن حوالي 40 لاجئاً سورياً على الحدود المغربية الجزائرية منذ ثلاثة أيام، بعد أن تمكنوا "من التسلل للتراب المغربي من الجهة الغربية لمدينة فكيك".

 

وأشار "العماري" إلى أن السلطات الجزائرية سهلت لهم مأمورية عبور الشريط الحدودي نحو المغرب، ليفاجئوا بعد ذلك بمحاصرتهم من قبل السلطات المغربية ومنعم من التوجه إلى مدينة فيكيك.

 

وأوضح المسؤول في المنظمة الدولية، أن مجموعة من فعاليات مدينة فيكيك أمدت اللاجئين السوريين بالماء والطعام والأغطية، إلا أنهم ظلوا محاصرين من طرف القوات المساعدة وعدد من الجنود.

وأضاف حسن العماري أنه خلال صباح الجمعة "حاولت السلطات المغربية دفعهم إلى الرحيل نحو الأراضي الجزائرية"، مشيراً إلى أن الجزائر بدورها "ضربت طوقاً أمنيا حول المنطقة، وكانت إحدى المروحيات تحلق حول الحدود ولا يعرف هل هي مغربية أم جزائرية، وأغلب الظن أنها جزائرية".

 

كما وصف "العماري" وضع اللاجئين السوريين بـ"المأساوي" مؤكداً أن بينهم "16 طفلاً و عدد من المسنين والحوامل"، مشيراً وجود 3 حالات طبية تحتاج إلى طبيب متخصص، وهم امرأة حامل كانت تنزف وطفلين.

 

وكشف المسؤول في مجموعة "هاتف الإنقاذ" الدولية أنه "تم إخبار المفوضية العليا للاجئين والمنظمة العالمية للهجرة والمجلس الوطني لحقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية، ولكن للأسف هذه المنظمات لم تتحرك من أجل معالجة هذه الحالة، وبقيت في موقع المتفرج".

 

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم بها السلطات الجزائرية بطرد اللاجئين السوريين حيث سبق لها أن نقلت أعدادا منهم إلى الحدود المغربية، كما توضح الفيديوهات المنشورة في مطلع عام 2014.