أنت هنا

4 جمادى الأول 1424
لندن – وكالات


قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية الصادرة اليوم الخميس أن اليستر كامبل مدير الاتصالات في مكتب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اعترف بالتلاعب بتقرير أمنى اعد لتعزيز الحملة التي تقودها الولايات المتحدة على العراق.

وكان كامبل نفى أنباء بثتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) التي نقلت عن مصدر طلب عدم كشف هويته أنه قام شخصيا بإضافة معلومة إلى التقرير تفيد أن بإمكان صدام حسين إطلاق أسلحة دمار شامل خلال 45 دقيقة.

وجاء هذا الخبر في رسالة كانت موجهة في الأساس إلى لجنة برلمانية تقوم بالتحقيق في تصرفات الحكومة البريطانية المتعلقة بالحرب على العراق، إلا انها تسربت إلى الصحيفة البريطانية التي أوضحت أن لجنة برلمانية ستناقشها الاثنين القادم خلال بحثها في النتائج الحاسمة للتحقيق.

ويفترض أن تشكل الرسالة جزءا مهما من التقييم النهائي الذي ستضعه لجنة الشؤون الخارجية حول ما إذا كان الوزراء ضللوا البرلمان عمدا وبالغوا في المعلومات الاستخباراتية خلافا لرغبة الأجهزة الأمنية بشأن أسلحة الدمار الشامل العراقية، (حسبما أوردت الصحيفة).

وتكشف الرسالة أن مدير الاتصالات في مكتب بلير اقترح 11 تغييرا لمسودة ملف عن العراق نشرته الحكومة البريطانية في صيغته الأخيرة في 22 أيلول/سبتمبر أي قبل ستة اشهر من شنها الحرب على العراق إلى جانب الولايات المتحدة.

وطبقا لرسالة كامبل، فقد أدخلت ستة من التغييرات التي اقترحها بينما استبعدت أربعة تعديلات أخرى. ومن التغييرات إزالة كلمة "مرعب" في القسم المتعلق بحقوق الإنسان من الملف بعد أن قال كامبل أنها غير ضرورية.

وتساءل كامبل عن السبب حول احتواء التقرير على عبارة أن أبناء صدام "ربما يمتلكون" السلطة لاطلاق الأسلحة الكيماوية بدلا من "يمتلكون" القدرة. إلا أن لجنة الاستخبارات المشتركة رفضت طلب كامبل بإزالة كلمة "ربما".

وقال كامبل في الرسالة أنه تم إبلاغه بعدم وجود معلومات استخباراتية تشير إلى أن العراق يمتلك اليورانيوم لذلك يجب الإبقاء على عبارة "يسعى للحصول على" اليورانيوم في التقرير.

وفيما يتعلق بالاستخدام المزدوج للمنشات العراقية قال كامبل أنه نجح في تغيير عبارة "يمكن" أن يقوم العراق بذلك لتصبح "العراق قادر" على هذا الاستخدام.

كما نجح في تمرير اقتراحه حول الجزء الذي يتحدث عن الوقت الذي يحتاج إليه العراق لتطوير أسلحة نووية على الرغم من أن الرسالة لا تعطي تفاصيل حول التغييرات التي تمت.

وقال كامبل أن رئيس لجنة الاستخبارات المشتركة أكد أن الحديث عن قدرة العراق على إطلاق أسلحة للدمار الشامل خلال 45 دقيقة "يعكس معلومات استخباراتية حديثة في التقييم السري للجنة ولم العب أي دور في القرار بتضمين تلك المعلومة الاستخباراتية في التقرير". وتابع أن رئيس لجنة الاستخبارات "خولني قول ذلك ايضا".