أنت هنا

20 جمادى الأول 1424
نيويورك - وكالات


أدت الفضيحة التي أثارها الرئيس الأميركي جورج بوش باستخدامه معلومات غير مؤكدة حول الأسلحة العراقية لتبرير الحرب، إلى إجبار وكالة الاستخبارات الأميركية على التشدد، على ما يبدو، مع مسئولي الإدارة في مجال منع انتشار الأسلحة، كما قالت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس الجمعة.

وذكرت الصحيفة أن "سي آي إيه" ووكالات أميركية أخرى معنية بالاستخبارات، منعت تحذيرا جديدا كان ينوي البيت الأبيض توجيهه هذا الأسبوع إلى سوريا، بعد أن أبدت اعتراضا قويا ضد شهادة كان ينوي مساعد وزير الخارجية لشؤون الأسلحة جون بولتون الإدلاء بها أمام الكونغرس بشأن سوريا، ما أدى إلى تأجيل مثول بولتون أمام النواب.

وقال مسؤولون في الكونغرس أن واحدا من أسباب تأجيل جلسة الاستماع، هو اعتراض الوكالة على ما أورده بولتون في جزء سري من شهادته عن أن برنامج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في سوريا أصبح يمثل خطرا على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

واعتبرت الصحيفة أن هذا الخلاف بين وكالة الاستخبارات الأميركية وإدارة بوش يندرج في سياق خلافات عدة بين الطرفين بشأن الأسلحة غير التقليدية في ما يسمى الدول "المارقة".
ونقلت عن مسؤولين قولهم أن الجدل الذي أثاره إقدام بوش على استخدام معلومات غير مؤكدة عن برامج الأسلحة العراقية جعل مسئولي الوكالة يتشددون في التدقيق في شهادة بولتون بشأن سوريا.

ويعتبر بولتون من بين أكثر المسؤولين تشددا في إدارة بوش حيال سوريا، إذ أثار موجة من الانتقادات في العام الماضي عندما قال في شهادة أمام الكونغرس أيضا أن سوريا تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية بمساعدة روسيا. وتبيّن بعد ذلك أن ما جاء في هذه الشهادة كان مضخما لما جاء في تقرير سري لوكالة الاستخبارات الأميركية عن برامج الأسلحة السورية، أعد للقسم الأول من العام 2002.

وفي الشهر الماضي، تابع بولتون تضخيم تقارير "السي آي إيه" إذ جاء في شهادة له أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب أن الإدارة الأميركية " تنظر بقلق إلى برنامج الأسلحة النووية في سوريا وستستمر في متابعة أي إشارة على سعي دمشق إلى امتلاك أسلحة نووية خصوصا أن التعاون بينها وبين روسيا يعطيها فرصا لتطوير قدراتها في هذا المجال إذا قررت ذلك".

وقال بولتون أن الإدارة الأميركية "تملك معلومات عن أن سوريا تتابع تطوير أسلحة بيولوجية"، فيما كان تقرير "سي آي إيه" قد أورد أن "من المحتمل جدا أن تكون سوريا تتابع تطوير أسلحة بيولوجية".