أنت هنا

27 جمادى الأول 1424
واشنطن – وكالات


انطلقت حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية للعام القادم قبل موعدها المحدد وفي وقت مبكر بهجوم شديد شنه الديمقراطيون ضد الرئيس الجمهوري جورج بوش بسبب احتلال العراق والحرب في أفغانستان وتعثر الاقتصاد الأمريكي وارتفاع نسبة البطالة والتضخم الذي سجل عجزا كبيرا في الموازنة الاتحادية لعام 2004م .

وفي محاولة واضحة لاستغلال الأوضاع في العراق وتوظيفها لصالح مرشحهم للانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو، يكثف الديمقراطيون من ضغوطهم على الرئيس بوش واتهامه بتضمين خطابه عن حالة الاتحاد معلومات استخباراتيه مزورة لتضليل الشعب الأمريكي وتبرير الحرب على العراق في وقت ما تزال التحقيقات مستمرة داخل أروقة البيت الأبيض والكونجرس بشقية مجلسي الشيوخ والنواب للتأكد من مصداقية هذه المعلومات من عدمها .

هذا الأمر يجعل من فضيحة العراق حيث نهاية المطاف لمستقبل بوش السياسي وحرمان الجمهوريين من الفوز في فترة رئاسية ثانية وعودة الديمقراطيين مرة أخرى إلى سدة الحكم في البيت الأبيض، ليجنوا ثمار غزو العراق طالما انتقدوا عدم إشراك الأمم المتحدة والدول الحليفة في عملية حفظ السلام وإعادة الإعمار في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة وتصاعد المقاومة العراقية ضد القوات الأمريكية وتلحق بها خسائر مادية وبشرية شبه يومية باعتراف المسؤولين الأمريكيين .

وهاجم الديمقراطيون بوش بسبب ضخامة تكاليف احتلال العراق وعدم سعيه وراء مزيد من المساعدات الدولية لإعادة بناء العراق فيما أعلن أن عجز الموازنة الاتحادية سيتضخم هذا العام إلى 455 مليار دولار والى 475 مليار دولار العام المقبل .

مرشح الرئاسة الديمقراطي جون كيري وهو واحد من تسعة ديمقراطيين يطمحون إلى منافسة بوش، اتهم الأخير بالكبرياء الزائفة لعدم سعيه للحصول على دعم الأمم المتحدة من اجل تحقيق الاستقرار في العراق مع تزايد أعداد القتلى الأمريكيين وتصاعد نفقات الاحتلال وأعمال المقاومة، وعزوف الدول الكبرى عن المشاركة في قوة سلام بدون قرار من مجلس الأمن الدولي يخولها بذلك إلى تدويل الأزمة العراقية، وهو ما لا تحبذه الولايات المتحدة وحليفها بريطانيا .

ويشكل الجدل الدائر حول العراق وأفغانستان والاقتصاد وحقوق الإنسان انطلاقة حقيقية لحملة الانتخابات الرئاسية وتعزيز مواقع الديمقراطيين الذين كانوا يلتزمون بعض التحفظ مع تنامي الشكوك حول المعلومات التي تضمنها خطاب بوش بشان سعي النظام العراقي السابق لشراء اليورانيوم من النيجر ومقارنة الصحف الأمريكية هذه المسألة وفضيحة "ووتر جيت" ولا يكتفون بمهاجمة بوش الذي تراجعت شعبيته إلى حدها الأدنى منذ يناير بل يستهدفون كل النقاط التي قد تضعفه من العجز المتزايد في الميزانية وهو الأكبر يسجل في تاريخ الولايات المتحدة إلى زيادة معدلات البطالة - ثلاثة ملايين عاطل عن العمل - ونفقات الحرب على العراق التي كلفت حتى الآن 48 مليار دولار بمعدل ثلاثة مليارات دولار شهريا مقابل حوالي مليار دولار النفقات العسكرية في أفغانستان وتكليف الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب لتواجه واشنطن نفقات هائلة يترتب عليها دفعها خلال اشهر وتبقى الكلفة البشرية لاحتلال العراق هي التي تثير القلق الأكبر للديمقراطيين والأمريكيين في أن واحد .