أنت هنا

18 رجب 1424
جنيف - وكالات


يتوجه وزير الخارجية الأميركي كولن باول إلى بغداد في زيارة هي الأولى له منذ الإطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين في أبريل/ نيسان الماضي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر أن باول سيتنقل إلى الكويت ثم إلى بغداد بعد انتهاء محادثاته في جنيف اليوم مع نظرائه في الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن والمتعلقة بمناقشة مشروع قرار أميركي لتشكيل قوة دولية في العراق. ‏

وأوضح المتحدث أن باول "سيلتقي في العراق مع العراقيين وأعضاء سلطة التحالف المؤقتة ليرى بنفسه التقدم الذي يحققه المجتمع الدولي والشعب العراقي في إعادة بناء بلدهم". ‏
وكان باول صرح لدى وصوله إلى جنيف أنه يرفض مقترحات فرنسا لتعديل مشروع القرار والتي تشمل تسليم السلطات التنفيذية لمجلس عراقي حاكم ربما في غضون شهر والإعداد لإجراء انتخابات عامة بحلول الربيع المقبل. ‏
وقال باول للصحفيين أن واشنطن لن تقبل أي تعديل على المشروع يتضمن شرطا كهذا. ومع تنامي وتيرة الخسائر البشرية في صفوف القوات الأميركية في العراق وتزايد كلفة الاحتلال ترى واشنطن أن مشروع قرارها وسيلة لاجتذاب دول أخرى لإرسال قوات وأموال. ‏

وتأتي زيارة باول إلى العراق وسط تنامي الغضب الشعبي ضد الأخطاء التي ترتكبها قوات الاحتلال يوميا في العراق والتي كان آخرها مقتل 12 مواطنا عراقيا بنيرانها في الفلوجة غرب بغداد فجر يوم أمس. ‏
وبدأ مئات العراقيين الغاضبين في تشييع بعض القتلى وتحول التشييع إلى مظاهرة مناوئة لقوات الاحتلال ردد فيها المتظاهرون "أميركا عدو الله". أما الشرطة العراقية فقد أطلقت النار في الهواء لتفريق التظاهرة ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات. ‏
كما يشيع أهالي الفلوجة طفلة عراقية تبلغ من العمر ثلاث سنوات أصيبت برصاص القوات الأميركية في وقت متأخر من مساء الجمعة وفقا لشهود عيان. وأعلن أهالي الفلوجة الحداد ثلاثة أيام على القتلى ودعوا إلى إضراب عام يوم غد الأحد. ‏

في سياق متصل تظاهر العشرات من أهالي منطقة أبو غريب القريبة من الفلوجة احتجاجا على الحادث. وندد المتظاهرون بسياسة قوات الاحتلال ورددوا الشعارات التي تؤكد أهمية الوحدة الوطنية بين كل العراقيين. ‏
وترافقت المظاهرة مع احتياطات أمنية مشددة من جانب قوات الاحتلال في هذه المنطقة التي شهدت عدة هجمات عليها مؤخرا. ‏

وفي مدينة الناصرية جنوبي العراق، أحرق متظاهرون غاضبون سيارة تابعة للقوات الإيطالية هناك وأخرى للشرطة العراقية، كما أحرقوا إطارات السيارات وقاموا بكسر زجاج مبنى مديرية شرطة الناصرية مطالبين بإعادتهم للعمل. ‏
وذكر شهود عيان أن المصادمات أدت إلى مقتل أحد المتظاهرين وجرح آخر، فيما قامت القوات الإيطالية بتطويق المكان.