أنت هنا

19 رجب 1424
امستردام - وكالات


دعا الحاخام "مردخاي فيبرمان" في رسالة وجهها إلى وسائل الإعلام الأحد 14-9-2003إلى إرجاع أرض فلسطين كلها -وليس الضفة الغربية وقطاع غزة فقط- إلى أصحابها الفلسطينيين، ومنح الشعب الفلسطيني وحده حق تقرير كم من اليهود سيسمح لهم بالعيش في بلده.

وقال عالم الدين اليهودي المقيم بهولندا، في رسالته التي وجهها تحت عنوان "لأننا يهود": "إن الحركة الصهيونية قد كذبت على اليهود والعالم عندما زعمت أنها ستقيم دولة لشعب بلا أرض على أرض بلا شعب؛ لأن فلسطين لم تكن يوما أرضا بلا شعب، فالشعب الفلسطيني كان قاطنا في بلاده منذ قرون طويلة".

وأضاف "فيبرمان"، وهو من أشهر علماء الدين اليهود معاداة للصهيونية: "إن اليهودي الحقيقي الذي عاش آلام اللجوء والتشرد على امتداد آلاف السنين، هو أكثر البشر تأهيلا لأن يشعر بآلام اللاجئين الفلسطينيين، الذين كانوا عنوان أكبر نكبة عرفها القرن الماضي، وما تزال معاناتهم متواصلة إلى اليوم".
ومضى "فيبرمان" في رسالته فأوضح قائلا: "إننا ونحن نتجول على مر السنين وفي مختلف أنحاء العالم، كنا نلتقي أنصار القضية الفلسطينية فنجد عندهم دفء الاستقبال وحسن الضيافة، ونتأكد دائما من أن كراهية الفلسطينيين والمسلمين عامة لا تتجه لليهود، بل تتجه للظلم وانعدام العدالة، وهذه حقيقة لا تسعد الصهيونية بترويجها".

ويواصل الحاخام اليهودي في رسالته هجومه على الحركة الصهيونية، منبها الرأي العام الأوربي والدولي إلى "أنها تروج الأباطيل، وتسرق البيوت، وتستولي على الأرض.. وليس أقل من التحرك لإرجاع الحق لأصحابه وإرجاع البلد إلى أهلها، وذلك أضعف الإيمان".

وعبر فيبرمان "عن اعتزازه بمناصرة الشعب الفلسطيني، ورفع علمه الوطني، والدعوة معه لتحرير أرضه"، وعزا ذلك إلى أنه "كيهودي حقا لا يمكن إلا أن يلتزم بمبادئ التوراة، التي تحث اليهود على أن يكونوا شرفاء ولطفاء وجيدين وطيبين".
وحذر الحاخام اليهود في كل أنحاء العالم من "الإنصات لأكاذيب الصهيونية" داعيا اليهود إلى "أن لا يرضوا للفلسطينيين من الظلم والمعاناة ما قاسوه هم في المهاجر، وأن ينحازوا باستمرار إلى الحق والعدالة".

يذكر أن جالية يهودية كبيرة تعيش في هولندا، وتمتلك قوة سياسية واقتصادية وإعلامية كبيرة لا تتناسب مع عدد أفرادها. وتعود قوة هذه الجالية إلى 4 قرون خلت، عندما هاجر مجموعة من التجار اليهود من أسبانيا -بعد سقوط الدولة الإسلامية التي كان اليهود يتمتعون فيها بكامل حقوقهم- إلى مدينة أمستردام، وقاموا بتمويل حرب الاستقلال التي كان يقودها الأمير الهولندي "وليام فان أورانيا" ضد قوات الاحتلال الأسباني.

وبالرغم من تأسيس دولة إسرائيل سنة 1948، فإن غالبية يهود هولندا اختاروا البقاء فيها، واتجه عدد كبير منهم إلى دعم الدولة العبرية ماديا وإعلاميا، والعمل على ضمان انحياز السياسة الخارجية الهولندية لمصالح إسرائيل الصهيونية.
غير أن عددا من اليهود الهولنديين اختار الوقوف في وجه المشروع الصهيوني، والانضمام للهيئات العاملة على نصرة الشعب الفلسطيني، من بينهم الناشط السياسي اليهودي "بينجي دي ليفي" الذي يرأس حاليا "اللجنة الهولندية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني"، المعروفة باسمها المختصر "بلاستينا كوميتي".