أنت هنا

3 شوال 1424
عواصم - وكالات


أكدت وسائل الإعلام الأمريكية أن زيارة بوش الخاطفة إلى العراق كانت تتسم بالسرية المطلقة، حيث لم يكن يعلم أحد بزيارة بوش، وذلك لأسباب أمنية تتعلق بأمن سلامة الرئيس الأمريكي في ظل الظروف الأمنية الصعبة التي تواجهه العراق منذ الاحتلال الأمريكي.

حيث وصل بوش هو وزوجته إلى مزرعة ابنهما في ولاية تكساس، في الوقت الذي لم يكن جهاز الإعلام في البيت الأبيض بواشنطن على دراية بسفر بوش.

وأكدت مصادر إعلامية أمريكية أن الإعداد لهذه الرحلة كانت تدرس منذ عدة أسابيع، من قبل أفراد معينين فقط.

وغادر بوش بسيارة عادية ليلة أمس الأربعاء المسافة من مزرعة ابنه إلى المطار، مدة 45 دقيقة، قبل أن يستقل طائرة الرئاسة في قاعدة عسكرية سابقة في ويكو بتكساس في الساعة 2025 بالتوقيت المحلي (0125 بتوقيت جرينيتش) برفقة عدد قليل من الصحفيين.

وبطت المجموعة لبرهة في قاعدة آندروز الجوية خارج واشنطن نحو منتصف الليل بالتوقيت المحلي لتغيير الطائرة واصطحاب بعض المساعدين والصحفيين، وقد تم هذا التغيير داخل حظيرة كبيرة للطائرات وبعيدا عن الأعين.
وأثناء الرحلة أُبلغ خمسة صحفيين ومصورون ومنتج تلفزيوني ومصورا كاميرا أنه إذا تسربت أنباء الزيارة فسوف تعود الطائرة أدارجها.
بل وطلب من الصحفيين تسليم هواتفهم المحمولة وأجهزة البيجر والبطاريات وغيرها من الأجهزة الإلكترونية على سبيل الاحتياط.
وقبل الهبوط في بغداد حذر مدير اتصالات البيت الأبيض دان بارتليت الصحفيين بأن الطائرة ستهبط تحت جنح الظلام وقد أخفضت ضوء مصابيحها.
وقال للفريق الإعلامي "من أشد الأهمية ألا تفتحوا ستائر النوافذ حينما نهبط".
وحينما نهبط بالأخص وحينما نكون على الأرض، لا نريد أي أضواء تنبعث من داخل الطائرة. إننا لن نقترب من صالة وصول، فسوف نتوقف عند نهاية المدرج".

وتضيف شبكة الـ (BBC) أن بارتليت أكد أن الموظفين الأرضيين في مطار بغداد الدولي ليس لديهم أدنى فكرة عن أن طائرة الرئاسة في طريقها إلى الوصول.
وهبط الرئيس في الساعة 1732 بالتوقيت المحلي (1432 بتوقيت جرينيتش) ونقل إلى سيارة جيب بيضاء وسط موكب من 13 مركبة تضم سيارة إسعاف عسكرية ليقطع مسافة خمس دقائق حتى البوابة الخلفية.
وكان أكثر من 600 من الجنود الأمريكيين قد تجمعوا في المبنى الضخم الذي لم يكن مرتبا والذي تدلت أعلام أمريكية من سقفه.
واعتقد الجنود أن ضيف العشاء سيكون بول بريمر، رئيس الإدارة الأمريكية في العراق، ورئيس قوات التحالف التي تتزعمها واشنطن الليوتنانت جنرال ريكاردو سانشيز.

ولم يعرف نبأ الزيارة إلا بعد أن كان الرئيس قد استقل الطائرة وأصبح في طريق العودة.
ويقول ديفيد بامفورد مراسل بي بي سي في واشنطن أن توقيت الزيارة كان مرتباً بحيث يحدث أكبر تأثير في الولايات المتحدة.!!