
في زيارة هي الأولى منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل عشرين عاماً, وصل وفد من الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة جون قونق أمس الجمعة إلى الخرطوم, حيث حظي باستقبال حاشد قرب المطار, في وقت أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أن الحرب في جنوب السودان تقترب من نهايتها.
وقال البشير في خطاب متلفز «كل الدلائل تشير الآن إلى أن الحرب في جنوب السودان قد وضعت نهايتها ولم يتبق إلا وضع اللمسات الاخيرة على اتفاقية السلام النهائية» مع الحركة الشعبية لتحرير السودان.
وأشار إلى أن نائب الرئيس السوداني على عثمان طه سيستأنف المفاوضات مع الحركة في كينيا, مضيفاً «ستكون جولة المفاوضات في كينيا الجولة النهائية التي يتم بعدها وضع حد للحرب الدائرة في جنوب السودان منذ عشرين عاماً عبر اتفاقية سلام ستكون دائمة وعادلة.
وأبدى البشير, في إطار آخر سروره بالاتفاق الذي تم توقيعه الخميس في جدة بين الحكومة السودانية والتجمع الوطني الديمقراطي, أبرز حركة معارضة في الشمال.
وقال أن «اتفاقية جدة تضع حداً لأي نشاط معاد عسكري أو سياسي للتجمع الوطني الديمقراطي في الخارج وتتيح فرصة للتجمع ورئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي ورئيس التجمع محمد عثمان الميرغني بالعودة للبلاد وممارسة نشاطه السياسي من الداخل.
و احتشد ألوف الأشخاص غالبيتهم من الجنوبيين خلال زيارة قرنق والوفد المرافق إلى الخرطوم والتي وصفها البشير بأنها «حدث عظيم» فقد, قرب المطار لاستقبال الوفد هاتفين «أهلاً بكم في السودان الجديد».
واخترق بعض الحشد الإجراءات الأمنية وتمكنوا من الوصول إلى المدرج حيث صفقوا للوفد لدى نزوله من الطائرة, كما أقدموا على حمل أعضائه على أكتافهم.
وسيلتقي الوفد البشير ومسؤولين من حزب المؤتمر الوطني الحاكم, فضلاً عن أحزاب معارضة.
وكانت الحركة الشعبية استهلت نشاطاتها في الخرطوم الأربعاء الماضي عبر تنظيم مؤتمر صحفي وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب الأهلية إذ كانت تركز نشاطاتها في الخارج والجنوب قبل ذلك.
وقال رمضان محمد عبد الله الذي قدم نفسه على أنه الناطق باسم الحركة في الخرطوم أن الحركة واصلت العمل سراً في العاصمة السودانية سنوات متحدية التهديدات باعتقال اعضائها. وأكد أن هذه النشاطات أصبحت علنية مع التقدم على طريق السلام.
في غضون ذلك, تستأنف في كينيا مساء اليوم المحادثات بين الحركة والحكومة السودانية ويشارك فيها قرنق ونائب الرئيس السوداني عثمان طه. وأعربت كينيا عن تفاؤلها بأن الجولة الحالية من المفاوضات التي بدأت في وقت سابق من الاسبوع الحالي ستكون الاخيرة. وقال لازاروس سومبيو كبير الوسطاء «إنني متفائل بشأن اتفاقهم قبل نهاية ديسمبر كما قالوا».