تواصل الولايات المتحدة تعزيز الإجراءات الأمنية الداخلية في معظم الطرق الجوية والبرية، في وقت تزداد فيه التحذيرات الرسمية من احتمال وقوع هجمات جديدة ضخمة ضد المصالح الأمريكية.

وفي كلمة للرئيس الأمريكي جورج بوش بهذا الشأن صرح بأن حكومته تحتاج لجهود كل المواطنين من أجل حماية المصالح الوطنية، مؤكداً على أن الجهات الرسمية تقدم كل ما في وسعها من أجل حماية المواطنين أثناء قيامهم بعملهم الاعتيادي.

وقد زودت جميع المطارات الأمريكية بفرق الكشف عن المتفجرات والمدعومة بالكلاب البوليسية، كما انتشرت الدوريات البحرية على عموم السواحل الأمريكية، وقامت فرق عسكرية أخرى بتأمين الطرق البرية على طول الحدود بين أمريكا وكندا.

وأكدت الأسوشيتد برس أن الفرق الأمنية الأخرى بدأت تتمركز حول المنشآت الحيوية الهامة كالجسور، والأنفاق، والموانئ، والمنشآت الكيماوية، والأماكن الأخرى التي قد تعد هدفاً للهجمات المحتملة.
وأضافت الوكالة أن هذه التحركات الأمنية بدأت منذ يوم الأحد الماضي، عندما رفعت وكالة الأمن القومي المؤشر الأمني في البلاد إلى اللون البرتقالي (العالي)، والذي يسبق اللون الأحمر، أعلى درجات الخطر الأمني.

ونقلت الوكالة عن برايان جنكيز (المستشار في معهد أبحاث مينيتا في جامعة ستيت سان جوزيف بكاليفورنيا) إجراءات كثيرة أخرى غير مرئية أو محسوسة، مشيراً إلى زيادة الحرس في الرحلات الجوية (الذين يرتدون الملابس المدنية) والمراقبة السرية الخارجية للطائرات والقيام بدوريات جوية سرية حول المدن الكبرى..

وقال (المتحدث باسم البيت الأبيض) سكوت مكليلان: إن الهجمات التي تتوقعها الحكومة الأمريكية تفوق بقوتها الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في سبتمبر 2001م.

وتقدر الأموال التي تبذلها الولايات المتحدة من أجل رفع الحماية الداخلية واتخاذ الاحتياطات الأمنية بملايين الدولارات.

يذكر أن أسامة بن لادن (زعيم تنظيم القاعدة) كان قد توعد الأمريكيين بأن يعيشوا حياة قلقة وغير مستقرة خوفاً من الهجمات، وذلك بسبب دعم الحكومة للسياسة الإسرائيلية في فلسطين ولقيامها باحتلال أفغانستان ودول أخرى..

وقال معهد الطاقة النووية الذي يمتلك أكثر من 100 مفاعل في أمريكا: إن المنشآت النووية تتعاون مع الجهات الرسمية والأمنية لضمان سلامتها، حيث أكدت وجود نحو 7 آلاف عنصر من المخابرات الأمريكية بدوريات أمنية دائمة،
وأضاف متحدّث باسم المجموعة كيريكيز ستيف قائلاً: " تحرسنا قوة أمن شبه عسكرية دائمة".

بالإضافة لذلك فقد أكدت جهات مسؤولة في المطارات الأمريكية أن العديد من العناصر الأمنية تقوم بجولات تفقدية ومراقبة دائمة في كل شيء داخل المطارات، كما تقوم بالمراقبة من وراء الكواليس.
وتقوم الإدارة بالإعلان عبر مكبرات الصوت بشكل دوري بتنبيه الركاب والمسافرين بضرورة الإبلاغ عن أي شيء غريب يلفت الانتباه من أجل تدارك وقوع أي عمل هجومي،
ويطلب الإعلان المذاع في الصالات والمداخل والمخارج الخاصة بالمطارات، عن الإبلاغ عن أي نشاط مريب أو أمتعة ليس لها صاحب أو حقائب متروكة في الصالات.

ونظراً لزيادة علميات التفتيش في المطارات ومحطات القطار، فقد نصح المسافرون بالحضور إلى المحطات قبل ساعتين تقريباً من وقت السفر، من أجل إتاحة الوقت لهم للقيام بكافة أعمال التفتيش والمتابعة التي أصبحت صعبة للغاية وطويلة.