أنت هنا

9 ذو القعدة 1424
لندن - وكالات


جاء في وثائق نشرت اليوم الخميس أن أجهزة الاستخبارات البريطانية حذرت عام 1973 الحكومة البريطانية من إمكانية قيام الولايات المتحدة بغزو المملكة العربية السعودية والكويت لأنها كانت ترغب في السيطرة على النفط الذي ارتفعت أسعاره بشكل كبير في حينه.

وجاء في هذه الوثائق التي تم تسليمها إلى الأرشيف الوطني البريطاني بعد ثلاثين عاما من السرية الإلزامية أن المسؤولين في اللجنة المشتركة للاستخبارات كانوا مقتنعين بان واشنطن كانت مستعدة للقيام بعمل عسكري لمنع الدول العربية من رفع أسعار النفط.

وكانت الدول العربية قررت في تشرين الأول/أكتوبر 1973 تخفيض الإنتاج النفطي بشكل كبير ما أدى إلى انفجار الأسعار وخلق أول "صدمة نفطية" مع فرض حظر كامل على الصادرات خصوصا إلى الولايات المتحدة احتجاجا على دعمها إسرائيل.
وأبلغت اللجنة المشتركة للاستخبارات التي تشكل صلة الوصل بين الحكومة وأجهزة الاستخبارات رئيس الوزراء البريطاني آنذاك ادوارد هيث (حزب المحافظين) بان الولايات المتحدة تفضل القيام بعمل عسكري على أن تجد نفسها رهينة الدول العربية التي تستورد منها النفط.

ووصف التقرير الذي يعود تاريخه إلى 12 ديسمبر 1973 وجاء تحت عنوان "يو كاي آيز الفا" السيطرة على حقول النفط في المنطقة بمثابة الفرضية "الأكثر احتمالا في ذهن الأميركيين".
واعتبر التقرير أن الولايات المتحدة بسيطرتها على حقول النفط في السعودية والكويت وأبو ظبي ستؤمن احتياطا يزيد عن 28 مليون طن من النفط.
وتحدث التقرير عن احتلال أميركي لمدة عشر سنوات وهو الوقت الذي تحتاجه الدول الغربية لتطوير مصادر طاقة بديلة.

كما أشار إلى أن مثل هذا الاحتلال كان سيدفع الدول العربية وعدد كبير من دول العالم الثالث إلى استعداء الولايات المتحدة الأمر الذي كان سيؤدي إلى ظهور "خلافات داخلية" في واشنطن.
إلا أن التقرير أكد أن العراق كان يمكن أن ينظم هجوما مضادا في حال قرر الأميركيون اجتياح الكويت.

وتابع "أن الخطر الأكبر في الخليج يأتي على الأرجح من الكويت حيث يمكن للعراقيين بدعم سوفياتي التدخل" مشيرا إلى أن عملية عسكرية أميركية يمكن أن تخلق خلافات بين حلفاء واشنطن.

وقال التقرير "أن خلافات عميقة ستنشأ كون الولايات المتحدة ستؤكد على الأرجح أنها تتحرك باسم الدول الغربية وستتوقع من هذه الدول بالتالي الدعم الكامل".