20 صفر 1425
الفلوجة - المسلم

بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها القوات الأمريكية خلال المواجهات العنيفة التي تشهدها المدينة، وبعد فشل الهدنة المعلنة من طرف واحد يوم أمس، عرضت قيادة الاحتلال الأمريكية هدنة على المجاهدين في مدينة الفلوجة المحاصرة منذ سبعة أيام تقريباً.

وقال المتحدث العسكري الأمريكي البريجادير جنرال مارك كيميت في مؤتمر صحفي في بغداد اليوم السبت: "قوات الاحتلال مستعدة لتنفيذ هدنة مع العناصر المعادية في الفلوجة اعتبارا من ظهر اليوم".

وادعى المتحدث الأمريكي أن الهدنة التي عرضت على المقاومة في مدينة الفلوجة تأتي من أجل السماح بإجراء محادثات سلام (!!!) بين الجانبين المتصارعين.

وقال مسؤولون أمريكيون: " إنه لن تكون هناك مشاركة أمريكية في المحادثات. وإذا أجريت محادثات فسيشارك فيها وفد من مجلس الحكم العراقي الذي عينته واشنطن".!!!

وكانت القوات الأمريكية اعترفت بمقتل العديد من قواتها الخاصة (المارينز) في العراق على يد المقاومة العراقية الباسلة في الفلوجة، كما اعترفت بسقوط مروحيات عسكرية هجومية بصواريخ المقاومة التي أدهشت القوات الأمريكية والعالم بحجم قوتها وبسالتها في مواجهة الاحتلال.

كما كانت القوات الأمريكية قد أعلنت يوم أمس هدنة من طرف واحد، في إشارة إلى وقف أعمالها الهجومية في العراق، إلا أن هذه الهدنة لم تستمر أكثر من 90 دقيقة، حيث استمرت عمليات القصف الأمريكي للمدينة، واستمرت عمليات المقاومة ضد القوات المحتلة في الفلوجة وفي المناطق القريبة منها، ما أدى إلى مقتل المزيد من القوات الأمريكية والعراقيين.

واقترحت اليوم قيادة الاحتلال هدنة من الجانبين، في محاولة لإيقاف العمليات الهجومية التي تقوم بها المقاومة، بالإضافة إلى إذعانها لمطالب العراقيين وبعض دول عالم التي دانت عمليات الإبادة الجماعية بحق المدنيين العراقيين، الذين يتعرضون للقتل عبر عملية انتقام وحشية تستهدف المدنيين ومنازل العزّل.

من جهته، اعترف وزير الخارجية الأميركي كولن باول في مقابلة تلفزيونية بأن القوات الأميركية واجهت أسبوعاً صعبا في العراق، بعد العمليات العسكرية واسعة النطاق في المثلث السني، وعلى الأخص في مدينة الفلوجة.

وقال باول: " إن القوات الأميركية في المثلث السني، تواجه مقاومة شرسة من قبل عناصر من النظام السابق وعناصر من المقاومين الذين انضموا إليهم".!!

يذكر أن عدد القتلى الأمريكيين قد قفز خلال الأسبوع الماضي ليصل إلى 640 عسكرياً على أقل تقدير، منذ بداية الاحتلال الأمريكي.
وهذا الرقم حسب التصريحات الأمريكية التي لا تعلن سوى جزء بسيط من عدد القتلى الحقيقي في العراق.