سخر (الكاتب البريطاني) روبرت فيسك من ادعاء الأمريكيين بتسليم السلطة إلى العراقيين، حيث مازال الاحتلال ومظاهره على حالها دون تغيير.

وأشار فيسك في مقال في صحيفة (اندبندنت اون صنداي) البريطانية الصادرة اليوم الأحد إلى أن الحاكم المدني الأمريكي السابق للعراق بول بريمر شدد قبضة إدارته المنحلة من خلال المراسيم التي أصدرها، والتي تمنع إضرابات العمال وضمان الأجواء المريحة لعمل الشركات الأمريكية، واستمرار وجود146 ألف جندي أمريكي.

وقال فيسك: " إن الأوضاع الخطيرة في العراق تمنع الصحفيين الأجانب من الحركة، وبالتالي من التحقق من اعتداءات الأمريكيين الذين يدركون ذلك ويستغلونه".

مضيفاً أنه مع ذلك فإن الأمريكيين يعترفون بأنهم فشلوا في تحقيق أهدافهم، وأن كل آمالهم تنحصر الآن في الحد من انفجار الأوضاع حتى موعد الانتخابات وبعدها يستطيعون رد كل الأخطاء إلى العراقيين والادعاء بأنهم حرروا العراق ومنحوه الديمقراطية، ولكن العراقيين أساؤوا استخدامها.

وكانت صحيفة (الجارديان) البريطانية سخرت من تصريحات (الرئيس الأمريكي) جورج بوش في أعقاب تسليم السلطة بصورة شبه سرية حين قال: " إن رئيس الحكومة إياد علاوي ورفاقه فيها أثبتوا أنهم من الناس الذين يحبون الوقوف على أرجلهم، وأنهم مستعدون للسير إلى الأمام، ولذلك فإنهم لا يستطيعون الانتظار إلى حين الموعد المحدد لتسليم السلطة لهم في الثلاثين من الشهر الجاري".

ورأت الصحيفة أن العملية برمتها تؤكد مجدداً أن العنف وعدم الاستقرار والعمليات العسكرية ستتواصل في العراق إلى أجل غير مسمى، وأن الشعب العراقي لن ينعم بالاستقرار المطلوب في وقت مبكر.
وأضافت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الثلاثاء قائلة: " إن قضية تسليم السلطة وموعدها ليست قضية هامة أو ذات معنى عميق، ولكن الأهم منها هو ما يريده الشعب العراقي".