تعيش الولايات المتحدة هذه الأيام حمى الخوف من الهجمات المحتملة على المصالح الأمريكية خلال الانتخابات الرئاسية القادمة التي تشهدها البلاد بعد أشهر قليلة.
حيث قررت أجهزة الأمن تطبيق إجراءات أمنية مشددة خلال فترات انعقاد المؤتمرات السياسية الانتخابية للحزبين الجمهوري والديمقراطي تحسباً لوقوع هجمات مسلحة تفجيرية، سواء من تدبير أعضاء في تنظيم القاعدة أو غيره من الجماعات الملاحقة.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر أمس الاثنين أن الولايات الأمريكية المختلفة قررت فرض إجراءات استثنائية، منها: اعتراض رسائل الإنترنت وإجراء مقابلات مستفيضة مع أفراد من تجمعات سكانية معينة وإجراء تحليل أكثر دقة لمعلومات المخابرات المتاحة.
وأشارت المعلومات الأولية المتاحة لأجهزة الأمن الأمريكية إلى أن مدبري الاعتداءات المحتملة لن يكونوا من الشبان العرب على الأرجح (حسب الصحيفة الأمريكية).!!
وتوقعت مصادر أمنية تورط مشتبه فيهم من دول إفريقية في هذه الهجمات المحتملة.
وقد تقرر البدء في فحص أكثر دقة للحاصلين على تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة من رعايا الصومال وكينيا ونيجيريا، ونجحوا في دخول الأراضي الأمريكية فعلياً.
وتشمل الإجراءات الأمنية الجديدة كذلك إجراء مقابلات في التجمعات السكانية التي تصنف على أنها الأكثر جذباً للمشتبه فيهم الذين قد يلجؤون إلى الاختباء في تلك المناطق.
وأكد مسئولون أمنيون أن تلك المقابلات التي سيجريها عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي ستعتمد بصفة أساسية على توصيف الشرائح الأكثر تهديداً للأمن الأمريكي استناداً إلى المعلومات المتوافرة منذ هجمات11 سبتمبر2001م بين التجمعات السكانية للأمريكيين من أصول عربية علاوة على المعلومات المتاحة في أحياء يسكنها عراقيون حصلوا على الجنسية الأمريكية !!
وبالنسبة للأعباء المالية، نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين قولهم: " إن خطة تأمين نيويورك ستتكلف75 مليون دولار على أقل تقدير من إجمالي166 مليون دولار خصصت لتغطية تكاليف المؤتمر الانتخابي للحزب الجمهوري الذي يستغرق أربعة أيام من30 أغسطس إلى2 سبتمبر المقبل.
وقررت إدارة شرطة مدينة نيويورك زيادة أفراد الشرطة السرية المنتشرين في المناطق الاستراتيجية من المدينة فضلاً عن دوريات الشرطة العادية.
وتشتمل الأماكن ذات الأولوية أمنياً الجسور والأنفاق المطارات إلى جانب المزارات الشهيرة في المدينة ونقاط التجمع التقليدية، وسوف تعطي أولوية خاصة لشبكة مترو الأنفاق، ومن المتوقع أن تصل تكلفة خطة تأمين مدينة بوسطن إلى50 مليون دولار، أي: أكثر من ضعف الميزانية الأصلية، وكانت ميزانية المؤتمر الانتخابي في المدينة ككل قد قدرت بنحو95 مليون دولار، أي أن الاعتمادات الأمنية تتخطى نصف الميزانية الكلية لمختلف الأغراض.
