خاضت القوات الروسية معركة عنيفة إثر الاقتحام الفاشل للمدرسة التي كانت مقراً للرهائن ، وأفادت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء بأن عدد القتلى في عملية اقتحام مدرسة في جنوب روسيا، كان مسلحون يحتجزون بها مئات من الرهائن، يزيد عن مئتين، وأنه قد جرح نحو 650 رهينة.

وشوهدت عشرات من الجثث خارج مشرحة محلية، ويتوقع أن ترتفع الحصيلة الإجمالية لعدد القتلى.

وكانت أصوات انفجارات قوية وتبادل لإطلاق نار قد سمعت صباح يوم الجمعة لدى اقتحام القوات الخاصة الروسية مبنى المدرسة في مدينة بيسلان في شمال أوسيتيا.

ويقول مراسلون: إن الأحداث التي وقعت يوم الجمعة أخذت موسكو على حين غرة. ويقول مراسل( بي بي سي) في موسكو: إن هناك حاجزاً من الصمت يلف (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين وأعضاء حكومته، وقال أحد الرهائن الذين أطلق سراحهم: إن عدد المحتجزين كان قبل الاقتحام قد يصل إلى 1200 فرد.

ومع استمرار المواجهة أفادت بعض التقارير بأن بعضاً من الخاطفين، الذين يعتقد أنهم من الشيشان، قد فروا إلى المدينة.

لكن قبل الإعلان عن انتهاء العملية العسكرية، قال الجنرال فيكتور سوبوليف (المسؤول البارز بالجيش الروسي): "كل المجرمين تقريباً قتلوا واعتقل بعضهم، من غير المحتمل أن يكون بعضهم قد تمكن من الفرار".

وتفيد التقارير بأن ثلاثة من المسلحين اعتقلوا أحياء، وقال مسؤولون: إن عشرين آخرين قتلوا في تبادل لإطلاق النار مع القوات الروسية، وإن تسعة منهم على الأقل من دول عربية.

وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية إن بعض الرهائن قد قتلوا إثر انفجار المبنى وسقوط السقف مع بداية العملية الدامية التي أنهت أزمة الرهائن .

ويقول مراسل( بي بي سي) في المكان: إن هناك بعض التقارير التي تتحدث عن قيام بعض الخاطفين بتفجير أنفسهم إثر بدء عملية الاقتحام.

ويشير المراسلون إلى أن العشرات من الرهائن الذين تم تحريرهم كانوا منهكين وعطشى عندما خرجوا من المبنى.

وعرضت صور تليفزيونية عدداً كبيراً من الرهائن وهم يفرون من المبنى تغطيهم الدماء، وكانت المروحيات الروسية تحلق فوق المكان ثم انتشرت القوات الخاصة في كل مكان.

كما ذكرت إيتار تاس نقلاً عن مسؤولين روس أن أربعة من محتجزي الرهائن في مدرسة بيسلان لا يزالون طلقاء، وأنه تم القضاء على بقية المجموعة المسلحة تماماً.

وأوضح مصدر أمني أنه تم العثور على جثث ثمانية من أعضاء المجموعة المسلحة بينهم عرب داخل سور المدرسة، واعتقل ثلاثة منهم، ولا تزال قوات الأمن الروسية تبحث عن أربعة آخرين. وأشار المصدر نفسه إلى أن قوات الأمن تبحث أيضاً عن بعض المتعاونين مع المسلحين.

وفي وقت سابق أعلن (قائد اللواء 58 في الجيش الروسي) الجنرال فيكتور سابوليف انتهاء عملية تحرير الرهائن مساء الجمعة، مؤكداً أن القوات الروسية تمكنت من قتل واعتقال كافة أفراد المجموعة المسلحة.