أنت هنا

7 شعبان 1425
الرباط - وكالات

تعيش كورسيكا منذ سنتين على إيقاع مسلسل أعمال عنف عنصرية موجهة بالأساس إلى الجالية المغربية، وتحديداً للمواطنين الذين يعملون ويقيمون هناك.

وتعد جزيرة كورسيكا الواقعة شمال شرق أسبانية، في البحر المتوسط، مكاناً يقصده المهاجرون المغاربة من أجل العمل والإقامة.

ومازالت حاضرة بالأذهان جريمة قتل المواطن المغربي بالرصاص، والتي لم تُعْرَف أسبابها لحد الآن، ناهيك عن "المعارك" اليومية التي تدور رحاها بين الكورسيكيين والشبان المهاجرين، من أصل مغربي، مما جعلهم يفكرون في مغادرة الجزيرة، بل أن البعض قرر هجرها فعلاً مخافة أن يتعرض هو وعائلته لمكروه، عِلْماً بأن عدد السكان المغربيين مُهِمّ في كورسيكا.

وحسب إحصائيات فرنسية، فإن 56 عملية عنف ضد أبناء الجالية المغربية تم تسجيلها منذ فاتح سبتمبر 2003م، في مقابل 20 عملية عنصرية سنة 1994م، و 14 عملية سنة 2000م.

وسواء في باستيا أو أجاكسيو، أو في غيرها من المدن، فإن أعمال العنف ذات الطابع العنصري، أصبحت في ازدياد وواضحة للعيان، بل أن بعض الجماعات، مثل: جماعة "الشباب الكورسيكي" السرية لا تتردد في نشر لائحة باسم المستَهدَفِين من أبناء الجالية المغربية، بالإضافة إلى تنظيم "المقاومة الكورسيكية" الذي أعلن مسؤوليته عن الهجوم الذي قام به ضد وجود المهاجرين، أو جماعة "كلانديستيني كورسي" التي أعلنت عن العملية التي استهدفت مواطنا مغربياً في هذا الشهر..
وهكذا، في كل يوم يتعرض المغاربة في كورسيكا لجميع أنواع الأعمال العنصرية، تبدأ بالمضايقة، والتحرش، والإهانة، والسبّ والشتم، وتنتهي بأعمال العنف والتهديد والقتل، لدرجة أصبح معها مواطنونا يخشون على أنفسهم وعلى أبنائهم، مما ارتفع معها عدد الذين يفضلون مغادرة الجزيرة ، كما أصبح حضور المغاربة وتحركهم في شوارع هذه المدينة أو تلك بكورسيكا يَقِلّ بكيفية ملحوظة.

وأضافت صحيفة (العلم) المغربية التي أوردت النبأ بالقول: " هذه هي الصورة الحالية، وهي قاتمة ومخيفة في جميع الأحوال بالنسبة للمواطنين المغاربة ولمواطني بقية أقطار المغرب العربي، وهي تدعو للتحرك العاجل من أجل وقف مسلسل العنف العنصري الذي يتعرض له المغاربة هناك".