27 شعبان 1425
أوزباكستان - يحيى بن ثابت

بعد اختفاء طويل شهد العديد من الإشاعات، ظهر (زعيم الحركة الإسلامية الأوزبكية) طاهر يولداش من جديد، ليؤكد استمرار جهاد الحركة في أفغانستان إلى جانب عناصر حركة طالبان، وليكذب ادعاءات باكستانية بالنيل منه.

وأكدت مصادر إعلامية وصول قرص مدمج، يظهر قائد حركة أوزبكستان الإسلامية (التي قاتلت طويلاً إلى جانب حركة طالبان في أفغانستان ضد الاحتلال السوفيتي السابق) في لقطات تم تصوريها حديثاً.

وأكدت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عبر موقعها على الشبكة العالمية (الإنترنت) باللغة الأوزبكية أن الحركة الإسلامية الأوزبكية بزعامة "طاهر يولداش" (والتي اختفت بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان) لا زالت تمارس نشاطاتها الجهادية في أفغانستان.

وبحسب البي بي سي، فإن يولداش (الذي اختفى عن الظهور عبر وسائل الإعلام منذ احتلال أفغانستان أواخر عام 2001م) ظهر من جديد، ليؤكد أن أيام الولايات المتحدة الأمريكية قد باتت معدودة تماماً كما مرّ الاتحاد السوفيتي السابق بنفس المصير.

ويفيد محتوى الفيلم الذي تسلمته شبكة البي بي سي، بأن طاهر يولداش وأنصاره ما زالوا يجاهدون في صفوف حركة طالبان ضد قوات الاحتلال التي تقودها أمريكا.

وتفيد الأنباء بأن "طاهر يولداش" يقود المجاهدين الذين تجمعوا من مناطق مختلفة - من آسيا الوسطى والشيشان ومن غرب الصين (تركستان الشرقية).
ويبتدئ الفيلم بنداءات الجهاد واستعراض بعض التدريبات العسكرية للمقاتلين، والتي يشارك فيها طاهر يولداش بنفسه أيضاً.

ويبدو أن تاريخ الفيلم يؤكد أنه صوّر في هذا العام، وأما المناظر التي تظهر في الفيلم فتذكّر بالمناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان.
وفي الفيلم أيضاً؛ يلقي "طاهر يولداش" محاضرته الطويلة وبجانبه رشاش "الكلاشينكوف".

وكانت القوات الباكستانية زعمت أنها جرحت زعيم حركة أوزبكستان الإسلامية جرحاً كبيراً في المعارك التي دارت في الربيع.
ولكن طاهر يتحدث في الفيلم حول الأحداث الأخيرة القريبة.
ويبدو طاهر يولداش بأنه سليم ومطمئن ولا يعاني من أي جرح أو مرض.
ويشيد بالمجاهدين الذين أسقطوا الاتحاد السوفيتي.

ويقول مبشّراً: "لم يكن أحد يتصور بأن الاتحاد السوفيتي يتمزق كما حصل، والآن أيضاً لا يتصور أحد بأن أمريكا تنهزم، ولكن سيشهد المسلمون في الأيام القريبة القادمة نهاية أمريكا".

طريق "الجهاد" الطويل: من "نمنكان" إلى "أفغانستان"

طاهر يولداش" أصله من مدينة "نمنكان" الأوزبكية كان من الشخصيات البارزة التي لعبت دوراً كبيراً في نشوء الجماعات الإسلامية في أوزبكستان في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات.

وبسبب سياسة الحكومة الأوزبكية المتشددة ضد المسلمين، لجأ طاهر يولداش ومئات من الإسلاميين الأوزبك إلى الدولة المجاورة ليشاركوا في الحرب الأهلية الطاجيكية منضمين إلى المعارضة الإسلامية ضد النظام الحاكم هناك.

وفي سنة 1997م تم توقيع اتفاقية السلام (بين الحكومة الطاجيكية والمعارضة)، وعلى إثرها غادر المئات من المقاتلين الأوزبك إلى أفغانستان.

ويؤكد طاهر يولداش –في الفيلم- بأنه قد جاء إليه عدد من إخوانه من العراق، وأنهم قد أسقطوا عشرين طائرة وخمسة عشر مروحية أمريكية، ويقول: "الفلوجة ليست منطقة جبلية، ومع ذلك اضطر الأمريكان للانسحاب والهروب من مواجهة الرجال المسلمين والنساء المسلمات".

وحسب أقوال "كيت كلارك" (مراسل الـ"بي بي سي" السابق) في أفغانستان فإن أحد قادة طالبان قد أخبره بأن طاهر يولداش على علاقة وثيقة مع أسامة بن لادن.
وتفيد معلومات أمريكية وباكستانية أن يولداش يعد من كبار قادة تنظيم القاعدة،

ولكن طاهر يولداش يردّد كثيراً بأنه يلتزم بطاعة الملاّ عمر فقط، وأنه هو الأمير، وأن الجميع –ومنهم أسامة بن لادن- كلهم يطيعون الملاّ عمر.

ومهما كان الأمر, فإن الفيلم ليس خبراً سارّاً بالنسبة لـ"حامد كرزاي" (رئيس أفغانستان) الذي يمرّ بمدة الانتخابات.

كذلك الحكومة الأوزبكية التي عرفت "الحركة الإسلامية الأوزبكية" هذه بأنها الخطر الأكبر لها من المتعين أنها ستنزعج من ظهور زعيم الحركة بكل شجاعة.
وأما باكستان فتدعي أنها قد اقتربت من القبض على طاهر يولداش !!!

ولكن ظهور هذه الشخصية "طاهر يولداش" الذي ما زال يفلت من يد أكبر قوة عسكرية في العالم الحاضر بكل شجاعة وطمأنينة واثقاً من نفسه ومتوعداً بكل سوء لأعدائه لن يكون مفرحاً للكثيرين، بل إنه الحقيقة المؤلمة.