أنت هنا

28 شعبان 1425
أوسلو - الجزيرة

فازت المسلمة الصينية وسجينة الرأي "رابعة قدير" بجائزة البروفيسور ثورولف رافتو النرويجية العالمية لحقوق الإنسان للعام 2004م.

وحسب مصادر إعلامية، فإن إدارة مؤسسة "رافتو" قررت منح جائزتها لرابعة قدير (58 عاماً) المعتقلة منذ عام 2000م في شمال غرب الصين بسبب دفاعها عن حقوق شعب الإيغور المسلم بإقليم سنغيانغ في الصين.

وأكدت قناة (الجزيرة) الفضائية إلى أن المؤسسة دعت في بيان لها الحكومة الصينية إلى إطلاق سراح قدير دون أية شروط، مؤكدة أن الجائزة تعبير عن مساندة إنسانية ومناشدة قوية للحكومة الصينية لاحترام وحماية الحقوق المدنية والثقافية والاقتصادية لشعب الإيغور المسلم، كما هو حال باقي الأقليات الأخرى في الصين.

وأوضح المدير التنفيذي للمؤسسة آرنا لينغورد في حديثه للجزيرة نت أن جائزة رافتو التي تقدمها المؤسسة انطلقت لأول مرة عام 1986م، وتبلغ قيمتها 50 ألف كرونة (7500 دولار)، وتحمل الجائزة والمؤسسة اسم الناشط النرويجي الراحل في حقوق الإنسان البروفيسور ثورولف رافتو.

وأضاف أنه منذ عام 1990م حصل أربعة ممن فازوا بجائزة مؤسسة رافتو على جائزة نوبل للسلام التي تمنحها النرويج.

ويأمل لينغورد أن تنال قدير جائزة نوبل للسلام في الأعوام القادمة نظير جهودها في حقوق الإنسان ونشاطها للدفاع عن حقوق الأقليات في الصين.
ويعزز تفاؤل لينغورد كلمة مدير معهد نوبل للسلام بأوسلو غير لونستاد عام 2001م الذي قال: " إن اللجنة يجب أن تتحدث عاجلاً وليس آجلاً ضد النظام في بكين، وذلك من خلال جائزتها السنوية"، كما أن اللجنة كانت قد أغضبت الصين عام 1989م عندما منحت جائزة نوبل للسلام إلى الدلاي لاما زعيم التبت.

ويبلغ عدد شعب الإيغور كما يفيد بيان المؤسسة 8 ملايين نسمة أي ما يعادل نصف سكان إقليم سينغيانغ، وهم في غالبيتهم مسلمون ويتكلمون التركية.

ويقع إقليم سينغيانغ في غرب شمال الصين، وقد حصل عام 1955م على الحكم الذاتي إلا أن السلطات الصينية أجرت تغييراً ديمغرافياً قسرياً حيث أرسلت ما يزيد عن ثمانية ملايين من الصينيين إلى الإقليم، ما أدى إلى سيطرتهم على زمام الحياة السياسية والاقتصادية هناك.

وقد عرفت رابعة قدير من خلال نضالها من أجل حقوق شعب الإيغور ضد التهميش الاجتماعي والاقتصادي الذي لحق بهم، وقامت عام 1977 بتأسيس "حركة إي أم" من أجل الدفاع عن الحقوق الاقتصادية للمرأة، كما ساهمت في رفع مستوى المرأة الإيغورية عبر خلق فرص للعمل والتدريب، واستطاعت أن تفتح مدارس مسائية لغير القادرين على متطلبات المدارس العامة.

وفي عام 2000 م حكم عليها بالسجن 8 سنوات من قبل محكمة سرية دون أن تتمكن هي أو محاميها من الكلام، وقد خفف هذا الحكم عاماً واحداً، حيث ينتظر أن تغادر السجن عام 2006م. وتخشى مؤسسة رافتو على صحة السيدة قدير، وتطالب السلطات الصينية بإطلاق سراحها على الفور ودون قيد أو شروط.

وسيتم توزيع الجائزة في السابع من نوفمبر القادم 2004م بمدينة بارغن ثاني أكبر مدن النرويج بعد أوسلو العاصمة.