أنت هنا

4 رمضان 1425
لندن - صحف

خرقت سويسرا سريتها المصرفية بقرار اتخذته سلطاتها يوم الجمعة الماضي تزود بموجبه القضاء الأميركي بمعلومات شاملة طلبها عن حساب في أحد مصارفها يملكه السعودي (سامي الحصين) الذي ظل معتقلا 17 شهراً في الولايات المتحدة، قبل ثبوت براءته والإفراج عنه.

وأكدت مصادر إعلامية أن هذه المعلومات ستقدم يوم غد الاثنين إلى السلطات الأمريكية، حسبما أكد خبر ورد ضمن بيان أصدرته أمس جمعية المصارف السويسرية لتبرير خرق السرية.

ومع أن الطالب سابقاً للدكتوراة والدراسات العليا في نظم الحاسب بجامعة إيداهو الأميركية، سامي عمر الحصين، خرج منذ 3 أشهر بريئاً من 3 شبهات اعتقل على أثرها في فبراير 2003م، وتتعلق جميعها بتمويل جماعات مشتبه فيها، إلا أن القضاء الأميركي ظل يلح لمعرفة تفاصيل حساب يملكه في «بنك جنيف» بسويسرا.

وقالت صحيفة "الشرق الأوسط" الصادرة اليوم من لندن: " إن السلطات الأمريكية تشك في أن "الجمعية الإسلامية لأميركا الشمالية" (التي كان الحصين ينشط معها وهو طالب بإيداهو)، تلقت من حساب سامي، حوالة قيمتها 300 ألف دولار يوم 14 مايو 1998م، وأودعت في حساب لها بمدينة أن أربور، في ولاية ميتشيغن الأميركية، حيث المقر الرئيس للجمعية التي وجه لها القضاء الأميركي شبهة التحريض على العنف من خلال موقع تملكه على الإنترنت، إضافة إلى شبهة تتعلق بالسعي الحثيث لجمع التبرعات لأهداف تفجيرية، ومحاولة جمع عناصر تقوم بعمليات داخل وخارج الولايات المتحدة، وهي 3 شبهات وجهت أيضاً إلى الحصين، المتزوج من سعودية له منها 3 أبناء".

وأضافت الصحيفة بالقول: " تقول جمعية المصارف السويسرية " إن تقديم المعلومات عن الحساب كان تلبية لطلب تقدم به القضاء الأميركي في فبراير العام الماضي إلى نظيره السويسري، وفيه يطلب دعماً قضائياً عن شبهات حول عمليات غسيل للمال بهدف تمويل قام بها خبير سعودي بالحاسب، وطالب دكتوراة حالياً (سابقاً) بجامعة إيداهو، من دون الإشارة للحصين، المشتبه آنذاك بأنه استخدم مهارته في الحاسب والإنترنت لجمع التبرعات لصالح (الجمعية الإسلامية لأميركا الشمالية) التي نفت أيضاً أن يكون ما تتسلمه من تبرعات يهدف إلى شيء آخر، غير القيام بأعمال خيرية".

وكان القضاء الأميركي قد أبلغ السلطات المصرفية السويسرية في حيثيات طلبه الحصول على معلومات عن الحوالة المذكورة، إضافة إلى كل ما يتعلق بحساب الحصين (37 سنة)، منذ فتحه حتى اليوم، بأنه حقق في قضية الطالب السعودي، ووجد أنه كان يملك 6 حسابات مصرفية في الولايات المتحدة، وكان يستخدم هذه الحسابات كقنوات تمر بها التبرعات لصالح الجمعية الإسلامية لأميركا الشمالية أو لأعضائها، حيث تسلمت هذه الجمعية 3 ملايين دولار من التبرعات بين مارس 1995م وفبراير 2002م في حين أن حوالة قيمتها 300 ألف دولار تمت من حساب الطالب السعودي، وكانت الوحيدة التي مصدرها سويسرا، ولذلك نطلب تفاصيل حسابه بجنيف، باعتباره الحساب الوحيد الذي لا نملك عنه أي معلومات» وفق الوارد في الطلب القضائي الأميركي.

وكان الحصين قد ذكر خلال مثوله أمام المحكمة في إيداهو بأن حسابه في سويسرا كان خاصاً بفندق يملكه في أديس أبابا، وأنه ليس للفندق أو للحساب أي علاقة بالتنظيمات المشتبه فيها.

مع ذلك، فإن القضاء الأميركي رغب حين أفرج بريئاً عنه في 23 يوليو الماضي واشترط ترحيله إلى السعودية، بأن يتأكد من الحوالة وطبيعتها، إضافة إلى حركة حسابه المصرفي، وكله مسجل في 10 آلاف صفحة من سحب وإيداع سيتسلمها القضاء الأميركي غداً، كما رغب بمعرفة إذا كانت هناك حوالات أخرى من حساب الحصين إلى جهات مستهدفة بشبهات.