أنت هنا

29 ذو الحجه 1425
فلسطين المحتلة - المسلم

عم الشارع الفلسطيني يوم أمس الثلاثاء، إحباط عام ليس بجديد، بعد القمة الرباعية التي دعت إليها مصر، والتي دعمت بمجملها موقف (رئيس الوزراء الإٍسرائيلي) آرييل شارون، دون تحقيق مكاسب حقيقية للشعب الفلسطيني، وفق ما ذكرت مصادر فلسطينية صباح اليوم الأربعاء.

ويرى الفلسطينيون أن القمة لم تقدم لهم أي جديد، على خلاف ما قدمت للحكومة الإٍسرائيلية، التي حاول الزعماء العرب الثلاثة إرضاءها طوال مدة القمة.
مشيرين إلى جملة المزايا التي حصل عليها شارون خلال زيارته القصيرة إلى شرم الشيخ.

كما أشارت مراقبون سياسيون إلى رفض شارون التطرق في كلمته إلى وقف ملاحقة المقاومين الفلسطينيين الذين تصفهم سلطات الاحتلال الصهيوني بـ"المطلوبين"، وهو أحد القضايا التي فاجأ فيها شارون السلطة الفلسطينية.

من جهتها، أعربت قيادات المقاومة الفلسطينية المسلحة، عن عدم تفاؤلها لنتائج القمة التي جاءت لصالح شارون.
لكن هذه الفصائل تؤكد أن التغيير الذي طرأ على موقفها لا يعود لأسباب مزاجية أو لغايات تعجيزية تهدف لإفشال جهود السلام، بل لأسباب تتعلق بما وصفته بخذلان السلطة الفلسطينية للشعب الفلسطيني، وعدم التزامها بالعهود التي قطعتها على نفسها مقابل الحصول على موافقة الفصائل الفلسطينية على "التهدئة المؤقتة".
ويقول (القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية "حماس") محمد نزال: "السلطة الفلسطينية خذلت الشعب الفلسطيني، وليس حماس فقط ، هذه القمة لم تحقق أي تقدم يذكر للقضية الفلسطينية، وكل المكاسب صبت في جيب أرييل شارون".

من جانبه أكد (الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي) خالد البطش أن حركته تعد وكأن القمة لم تعقد من الأساس، وقال: إن الفلسطينيين ذهبوا للقمة بدون جدول أعمال أو أجندة واضحة، ولذلك قدموا الكثير دون أن يحصلوا على شيء.
فيما قال محمد الهندي (القيادي في الحركة) : "موقفنا لم يتغيّر و نحن ننتظر عودة السيد محمود عباس لتقييم ما تم إنجازه بالفعل إن تحقّقت إنجازات و على ضوء ذلك نحدّد موقفنا" .
وأكّد الهندي أن الأولويّة لدى حركته "لإطلاق سراح كافة الأسرى و المعتقلين و في مقدّمتهم من على كفّيه دم؛ لأنهم ليسوا بمجرمين بل مقاتلين من أجل حرية فلسطين" . مشيراً إلى أن مسألة وقف الاعتداءات الصهيونيّة "جزء من القضايا التي تحدّثنا عنها خصوصاً الانسحاب و الأسرى .


من جهتها، اعتبرت لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية قمّة شرم الشيخ الرباعية بأنها تشكّل حلقة جديدة من حلقات الالتفاف على المقاومة الفلسطينية، وتصفها بـ (الإرهاب)، وتسهل مشاريع الهيمنة الأمريكيّة والصهيونية على المنطقة.

وقالت اللجان في بيان لها: " إن هذه القمة أصدرت صكّ براءةٍ لشارون من كلّ المجازر، التي ارتكبها بحقّ الشعب الفلسطينيّ، ودون أي مقابلٍ حقيقيّ، باستثناء بعض فتات التنازلات الثانوية". وأضاف البيان قائلاً: "إننا في لجان المقاومة الشعبية نرى بأن هذه القمة لم تكن بالطموح الذي كان يأمل به أبناء شعبنا، ولم تلب مطالب الشعب الفلسطيني، ولم تعوضه عما قدمه من جراحات وآلام، ونرى بأن شارون هو الكاسب الوحيد في هذه القمة".