أنت هنا

6 محرم 1426
بيروت - المسلم

اغتيل (رئيس الوزراء اللبناني السابق) رفيق الحريري اليوم الاثنين، خلال انفجار ضخم راح ضحيته تسعة أشخاص من بينهم مرافقين للحريري، كما أسفر الانفجار عن جرح نحو 100 آخرين، فيما لحقت أضرار بالغة في محيط المنطقة المستهدفة، وفق ما أعلنت مصادر لبنانية اليوم.

وقالت مصادر طبية في المستشفى الجامعة الأمريكية في العاصمة اللبنانية بيروت: " إن (الزعيم اللبناني السابق ورجل الأعمال) رفيق الحريري وصل إلى المشفى جثة هامدة" مشيرة إلى أن الانفجار أدى إلى تشوهه بشكل بالغ.

وجاء الانفجار قوياً جداً لدرجة أن موكب الحريري الذي يضم سيارات ضد الرصاص حطمت بالكامل، وترك الانفجار الكبير حفرة في الأرض بطول 30 قدماً، تقريباً.
ولم تستطع قوات الأمن اللبنانية حتى الآن تحديد نوع المواد المتفجرة التي زرعت في المنطقة، كما لم تستطيع حتى الآن معرفة ما إذا كانت هناك سيارة مفخخة أم مبنى أم شيء آخر.

ومن بين الشخصيات المهمة التي كانت برفقة الحريري في موكبه الخاص (وزير الاقتصاد السابق) باسل فليحان، وعضو البرلمان في كتلة الحريري، والذي أكدت مصادر لبنانية طبية، أنه أصيب بجروح بالغة جداً خلال الانفجار، وأنه نقل إلى وحدة العناية المركزة في مستشفى الجامعة الأمريكية ببيروت.
ونقلت قناة (المستقبل) التابعة للحريري، عن (أحد السياسيين المقربين من الحريري) عاطف مجدلاني قوله: " إن فليحان يعاني من حالة حرجة، وهو حالياً في العناية المركزة، وسوف ينقل إلى الخارج لتلقي العلاج".

سيارات الشرطة والإسعاف وقوات الأمن الخاصة أحاطت بالمكان، وفرضت حوله طوقاً أمنياً، وأحاطته بشريط أصفر، فيما تحاول أعداد كبيرة من فرق الإنقاذ والإسعاف والمطافئ السيطرة على الوضع، ونقل المصابين والقتلى والجرحى إلى المستشفيات.

وقالت وكالات الأنباء وشهود عيان: " إن الانفجار وقع عند الساعة الواحدة بتوقيت بيروت، بالقرب من فندق (سان جورج) الراقي، مما أسفر عن خسائر مادية جسيمة في السيارات والمباني الموجودة في موقع الانفجار".
مضيفة أن الانفجار وقع في منطقة مليئة بالمؤسسات والشركات الاقتصادية، من بينها فرع لبنك (اتش إس بي سي) البريطاني.

ونقلت وكالة الأسوشيتدبرس عن مصادر لبنانية قولها: " إن الانفجار أدى إلى مصرع تسعة أشخاص، فضلاً عن الحريري، بالإضافة إلى جرح نحو 100 آخرين، كانوا موجودين في محيط الانفجار الضخم".

وحسب مصادر لبنانية، فإن ما لا يقل عن 20 سيارة احترقت خلال الانفجار الذي دمر جانب من فندق جورج، كما أتلف الانفجار الضخم البنك البريطاني وفندق (فينيقيا) الواقع على البحر المتوسط.

وتوجه (رئيس الوزراء اللبناني) عمر كرامي وعدد من النواب كانوا يشاركون في جلسة لمجلس النواب إلى مكان الانفجار، للاطلاع على ما حدث عن قرب، ولإظهار موقفهم الرافض للانفجار.
فيما قال (الرئيس السوري) بشار الأسد من دمشق، في أول رد فعل له على عملية الاغتيال: إن اغتيال (رئيس الوزراء اللبناني السابق) رفيق الحريري عمل إجرامي، استهدف زعزعة الاستقرار في لبنان".
ويخشى من أن تتخذ المعارضة اللبنانية اغتيال الحريري سبباً آخر لزيادة حدة الهجوم على الوجود السوري في لبنان.

من جهتها، أدانت السلطة الفلسطينية عملية اغتيال (رئيس الوزراء اللبناني السابق) رفيق الحريري في بيروت معتبرة الهجوم تهديداً للاستقرار في المنطقة.
وقال جبريل الرجوب (مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس لشؤون الأمن القومي): "نحن ندين اغتيال دولة (رئيس الوزراء) رفيق الحريري، وهذا الحادث يخدم أعداء الشعبين الفلسطيني واللبناني ويهدد الاستقرار الإقليمي. إن أمن واستقرار الشعب اللبناني هو مصلحة وطنية فلسطينية".

وكان الحريري قد استقال من منصبه في رئاسة الحكومة اللبنانية، خلال شهر أكتوبر الماضي، بعد تصاعد الخلاف بينه وبين الرئيس اللبناني أميل لحود بشأن التوجه نحو سوريا.
وتولى الحريري منصب رئيس الوزراء في لبنان في معظم المدة التي تلت انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990م .
وكان الحريري أحد أبرز الشخصيات التي لعبت دوراً في التوصل لاتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990م، ويعد أحد المقربين السياسيين من عدد من الدول العربية، من بينها سوريا والسعودية، إلا أن خلافات أخيرة مع سوريا، نشأت بسبب التمديد لـ(الرئيس اللبناني الحالي) أميل لحود.

يذكر أن الحريري من مواليد مدينة صيدا في الجنوب اللبناني في عام 1944م، وتخرج في كلية التجارة من جامعة بيروت العربية، حيث عمل بالتدريس ثم بالحسابات قبل أن يدخل عالم المال والأعمال عام 1970م.