أنت هنا

6 محرم 1426
وكالات - المسلم

بدأت ردود الأفعال العربية والعالمية تظهر بشكل سريع حول عملية اغتيال (رئيس الوزراء اللبناني السابق) رفيق الحريري، اتسمت في معظمها بالتنديد والاستنكار، فيما اغتنمت دول وجهات محددة هذه الحادثة، لإلقاء الضوء على ملف الوجود السوري في لبنان، وتوجيه أصابع الاتهام لدمشق.

حيث أعلنت عدة دول عربية وعالمية، ومنظمات دولية وإقليمية، استنكارها لعملية اغتيال رفيق الحريري، الذي اغتيل اليوم الاثنين، عبر انفجار ضخم استهدف موكبه الشخصي في بيروت، والذي أسفر أيضاً عن مقتل أكثر من10 آخرين وجرح ما لا يقل عن 100.

وأدانت دول عدة عملية الاغتيال الجديدة، منها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن وسوريا والمغرب وطهران وفرنسا والعراق وروسيا ومصر والكويت وتركيا والأمم المتحدة وجمعية التضامن العربي الفرنسي والمفوضية الأوروبية واتحاد الصحفيين العرب، وغيرهم.
وأعلنت مجموعة دول فور نشر الخبر، مواقف تدين عملية اغتيال الحريري، واصفة العملية بالإجرامية والوحشية و(الإرهابية)، داعية الشعب اللبناني إلى التماسك وعدم الفرقة.

على صعيد متصل، وبعد المحاولات السابقة التي باءت حتى الآن بالفشل، من قبل الحكومة الأمريكية والإٍسرائيلية والفرنسية والمعارضة اللبنانية، لإجبار سوريا على سحب قواتها من لبنان، رغم صدور قانون من مجلس الأمن الدولي بذلك، استغلت تلك الجهات الحادثة المدوية، للضغط مجدداً على سوريا، لتنفيذ الانسحاب بأسرع ما يمكن.

حيث وجهت وسائل الإعلام الإٍسرائيلية اتهامها إلى سوريا في الوقوف خلف عملية الاغتيال.
كما وجه (وزير الخارجية الإٍسرائيلي) سيلفان شالوم أصابع الاتهام إلى سوريا.
وقال في تصريح أدلى به من باريس إلى الإذاعة العسكرية الإٍسرائيلية "لا أستطيع أن أؤكد أن سوريا تقف وراء الاعتداء، إلا أن في المنطقة الكثير من المجموعات التي يمكن أن تكون قد قامت بهذا العمل" في إشارة منه إلى حركات تدعمها سوريا.

كما صرح (الرئيس الفرنسي) جاك شيراك، في تعقيبه على نبأ الاغتيال بقوله: " إن لسوريا تأثيراً سلبياً على مشروع (الدمقرطة) الذي تمر به لبنان".
وأضاف شيراك (وهو صديق شخصي للحريري)، خلال اجتماع عقده، اليوم مع وزير الخارجية الإٍسرائيلي" إن سوريا تمس بالجهود التي تبذلها لبنان في اتجاه التطور، وتحاول التأثير على جهود ترسيخ الديموقراطية في السلطة الفلسطينية أيضاً".
ودعا شيراك في بيان رسمي صدر عنه في أعقاب الحادث إلى إجراء تحقيق دولي في ملابسات الاغتيال.

من جهتها، اعتبرت مصادر إعلامية سورية رفيعة المستوى، أن ما جرى هو "عمل إرهابي وإجرامي" هدفه زعزعة استقرار لبنان، وقتل أكبر عدد ممكن من اللبنانيين وقادتهم السياسيين، وإعادته إلى دوامة العنف"، مشيراً إلى " دعم سورية المطلق للبنان في جميع الأوقات " .

وأكد المصدر أن " الانفجار الذي هز وسط بيروت اليوم، أثار مشاعر الغضب والاستياء والألم في سورية حكومة وشعباً ".

كما أدان (الرئيس السوري) بشار الأسد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق معتبراً أنه "عمل إجرامي رهيب"، على ما أعلنت وكالة سانا الرسمية.
وقالت الوكالة: " إن الأسد "دان العمل الإجرامي الرهيب الذي أودى بحياة عدد من المواطنين اللبنانيين وفي مقدمتهم السيد رفيق الحريري".
وأكد الرئيس السوري على "خطورة الوضع ودقته"، داعياً الشعب اللبناني إلى "تعزيز وحدته الوطنية ونبذ أولئك الساعين للفتنة وزرع الشقاق بين أبناء الشعب الواحد".

وخلال جلسة استثنائية بعد حادثة الاغتيال، أحال مجلس الوزراء اللبناني مساء اليوم برئاسة الرئيس اميل لحود، حادثة الاغتيال إلى المجلس العدلي (وهو أعلى سلطة قضائية في لبنان).

وقال ايلى الفرزلى (وزير الإعلام) خلال تلاوته مقررات الجلسة: " إنه تم إعلان الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام"
وأضاف أنه تم إقرار إقامة مأتم وطني للحريري، وتم تشكيل لجنة وزارية مهمتها تنظيم ورعاية المأتم الوطني.

وطلب مجلس الوزراء من قيادة الجيش اللبناني وبالتنسيق مع باقي الأجهزة الأمنية الرسمية اتخاذ كافة التدابير اللازمة لضبط الوضع الأمني من جميع جوانبه.

على صعيد متصل، أعلنت جماعة لم تكن معروفة في السابق تسمي نفسها "النصرة والجهاد في بلاد الشام" مسؤوليتها عن اغتيال (رئيس الوزراء اللبناني السابق) رفيق الحريري، وفقاً لقناة الجزيرة.

وذكرت قناة الجزيرة أنها تلقت شريطاً من الجماعة تقول فيه: " إنها قتلت الحريري اليوم بسبب علاقته بالسلطات السعودية". وقال متحدث في الشريط: " إن منفذ العملية يدعى أحمد عدس".

وقالت مصادر إعلامية: "إن القوى الأمنية اللبنانية تعرفت على هوية الشخص الذي ظهر في الشريط المسجل الذي تبنت من خلاله جماعة النصرة والجهاد في بلاد الشام عملية اغتيال الحريري، ويدعى أحمد أبو عدس، وهو فلسطيني الجنسية يقطن في محلة الطريق الجديدة في بيروت".
مشيرة إلى قيام القوى الأمنية بمداهمة منزله، وتبين أنه غادره بعد ظهر اليوم، وقامت بمصادرة جهاز كمبيوتر، حيث لا تزال عملية البحث عنه جارية.