أنت هنا

7 محرم 1426
بيروت - المسلم

أظهرت التحقيقات الأولية حول ظروف اغتيال (رئيس الوزراء اللبناني السابق) رفيق الحريري، أن الاغتيال تم عبر سيارة مفخخة، فجرها فدائي لدى مرور موكب الحريري في إحدى شوارع العاصمة اللبنانية بيروت، وفق ما أشارت مصادر أمنية لبنانية اليوم الثلاثاء.

وقال (وزير الداخلية اللبناني) سليمان فرنجية اليوم: " إن التحقيقات الأولية في مقتل رفيق الحريري تشير إلى اغتياله في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة".

ولا تزال قوات الأمن اللبنانية تنشر طوقاً أمنياً حول منطقة الهجوم، فيما ينتشر عشرات خبراء المتفجرات والبحث الجنائي لسبر المنطقة، والبحث عن أدلة تفيد بتحديد طريقة تنفيذ الهجوم، والمواد المتفجرة التي تم اغتيال الحريري بها، وملابسات العملية.

على صعيد آخر، أشارت مصادر أمريكية إلى احتمال أن تكون لسوريا يد في عملية الاغتيال، حيث نقلت وكالة الأسوشيتدبرس عن أحد الدبلوماسيين الأمريكيين قوله: " إن عملية الاغتيال الأخيرة أشارت إلى ما وصفه بـ"الاحتلال السوري" للبنان، عبر نشر 15 ألف جندي لها هناك، والتدخل بالقرارات السياسية فيها".

وقالت الوكالة الأمريكية للأنباء: " إن المسؤول الرسمي الأمريكي الذي فضّل عدم الإفصاح عن هويته، قال " إنه من المبكر جداً في التحقيق، معرفة من كان المسؤول عن العملية"، لكنه قال " إن أي مشتبه فيهم سيكونون إما سوريين أو من أعوانهم داخل لبنان".

تأتي تلك التصريحات في وقت أكدت فيه العديد من المصادر السياسية والدبلوماسية، استحالة أن تكون سوريا خلف عملية الاغتيال، التي ستكون في كل الحالات عملية ضد سوريا؛ لأنها ستفتح ملف الوجود السوري في لبنان على مصراعيه أمام الرأي العام العربي والعالمي.

من جهته، قال (المتحدث باسم البيت الأبيض) سكوت ماكليلان: "سنبحث مع مجلس الأمن ومع آخرين كيفية معاقبة المسؤولين" عن هذا الاعتداء من دون أن يذكر سوريا.

على الصعيد الداخلي، شهدت العديد من المدن اللبنانية اليوم الثلاثاء مظاهرات شعبية تنديداً بعملية اغتيال الحريري، الذي يتمتع بشعبية كبيرة في معظم المدن اللبنانية.

حيث استيقظت مدينة صيدا الجنوبية مسقط رئيس الوزراء البنان السابق، على تظاهرات منددة بالوجود السوري في لبنان.

ومنذ ساعات الصباح نزل المئات من المواطنين إلى الشوارع التي رفعت عليها إشارات السواد وصور للحريري وتعالت من مآذنها آيات من القرآن، فيما نشرت العديد من الصحف بلا ألوان (بالأبيض والأسود فقط) حداداً على رحيل الحريري.

ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان قولهم: " إن مجموعة من المتظاهرين اشتبكوا خلال مسيرتهم مع عمال سوريين وانهالوا عليهم بالضرب مرددين هتافات تتهم سوريا بالضلوع في جريمة اغتيال الحريري، وإن المتظاهرين دعوا إلى خروج سوريا من لبنان"
لكن مسؤولين في تيار المستقبل التابع للحريري كان يحاولون منع الهتافات المنددة بسوريا.

وأضاف الشهود أن قوى الأمن اللبنانية في موقع التظاهرة تعرضت للرشق بالحجارة بكثافة من قبل المتظاهرين الذين كانوا يرددون هتافات منددة بالمسؤولين اللبنانيين، مما دفع هذه القوى إلى الابتعاد عن المتظاهرين الغاضبين.

يأتي ذلك رغم حالة التأهب الأمنية اللبنانية العليا التي أعلنتها الحكومية منذ مساء أمس الاثنين، تمهيداً لقمع أي عمليات شغب أو أعمال غير سلمية قد ترافق المظاهرات المتوقعة.

وسارت دوريات في شوارع صيدا شبه الخاوية، حيث أغلقت المتاجر أبوابها في بداية حداد رسمي.

وألقى متظاهرون في بيروت يتهمون سوريا بتدبير الحادث بالحجارة على مقر الفرع اللبناني لحزب البعث الحاكم في سوريا. كما أشعلوا النار في إطارات السيارات وفي صورة للرئيس السوري خارج مكتب الحزب في بيروت.