تظاهر آلاف اللبنانيين اليوم الثلاثاء أمام السفارة الأمريكية في بيروت، احتجاجاً على تدخل أمريكا في شؤون لبنان، والضغط الذي تمارسه حكومة الرئيس جورج بوش على دمشق، لتطبيق قرار (1559) الدولي القاضي بوجوب الانسحاب السوري من لبنان.

وحسب المصادر اللبنانية، فإن أكثر من 3000 لبناني، تجمعوا بعد ظهر اليوم أمام السفارة الأمريكية في أحد ضواحي بيروت، منددين بالتدخل الأمريكي، ومعبرين عن ترابط الشعبين السورية واللبناني، فيما حاولت أعداد كبيرة من شرطة مكافحة الشغب وأفراد الجيش اللبناني تفريق المظاهرة، مستخدمة الأسلاك الشائكة لسد الطرق أمام المتظاهرين.

وردد المحتجون الذين لوحوا بالأعلام اللبنانية، ضد الوجود الدبلوماسي الأمريكي، مطالبين بخروج السفير الأمريكي من لبنان، ووقف التدخل الأمريكي في المنطقة.
وهتف المتظاهرون طويلاً، على بعد عدة أمتار فقط من مجمع قمة التل المحصنة، الذي تتحصن فيه السفارة الأمريكية !

وشهدت شوارع العاصمة بيروت خلال المدة الماضية، العديد من المظاهرات الشعبية، التي أظهرت انقسام الشارع اللبناني حول الوجود السوري والحكومة الحالية، بين مؤيدين ومعارضين.
إلا أن معظم اللبنانيين أظهروا مواقف مناهضة للتدخل الأمريكي في المنطقة.
حيث تطابق مواقف الحكومة اللبنانية والمعارضة من بعض الأفكار التي تحاول الولايات المتحدة زرعها في لبنان.

في وقت يؤكد فيه قادة المعارضة والحكومة، على ضرورة وحدة الصف اللبناني، وعدم الانسياق وراء الأفكار الأمريكية والإسرائيلية، حول سلاح المقاومة اللبنانية الجنوبية، أو التقارب اللبناني الإسرائيلي أو غيرها من الأفكار التي قد تضر لبنان خلال المدة المقبلة.

يأتي ذلك في وقت بدأت فيه المخابرات السورية إخلاء مكاتبها في لبنان، بعد انتهاء انسحاب القوات السورية الموجودة شمال ووسط بيروت.

وأكدت مصادر إعلامية أن عملاء المخابرات السورية، حمّلوا أثاثهم من المكاتب في بيروت، في شاحنات، بدأت تتجه نحو الأراضي السورية، في خطوة وصفتها الولايات المتحدة بأنها "إيجابية".

وقالت مصادر أمنية لبنانية: " إن العديد من أفراد المخابرات السورية غادرت بيروت بالفعل" مشيرين إلى ثلاث شاحنات غادرت بيروت اليوم، باتجاه الأراضي السورية.