أنت هنا

25 صفر 1426
بيروت - المسلم

بعد النجاح الذي حققه الضغط الدولي على الحكومة السورية، في سحب قواتها من لبنان تحاول الأمم المتحدة، مدعومة من قبل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، إجبار الحكومة اللبنانية على سحب سلاح المقاومة اللبنانية في الجنوب.

وتعد المقاومة اللبنانية الجنوبية، أهم فصيل مسلح مناهض للاحتلال الإسرائيلي الذي اجتاح لبنان عدة مرات خلال السنوات الـ25 الأخيرة.
وتحاول الولايات المتحدة والحكومة الإسرائيلية، وصم المقاومة اللبنانية بالإرهاب، تمهيداً لنبذها دولياً.

ونقل (مبعوث الأمم المتحدة إلى منطقة الشرق الأوسط) تيري رود لارسن للحكومة اللبنانية، وعلى رأسها (الرئيس اللبناني) أميل لحود، مطالب المنظمة الدولية بنزع سلاح جماعة المقاومة اللبنانية، اليوم الاثنين.
ويبدو أن الرئيس اللبناني لا يزال متمسكاً برأيه حول ضرورة الإبقاء على سلاح المقاومة، إذ أشارت مصادر دولية إلى أن المباحثات بين لارسن ولحود لم تتوصل إلى اتفاق حول ذلك.

وتطالب معظم فصائل المعارضة والفصائل الموالية للحكومة بالإبقاء على أسلحة المقاومة اللبنانية، التي تركزت عملياتها خلال المدة الماضية ضد الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن بعض الفصائل تخشى أن يتحول هذا السلاح إلى مواجهة أي قوى سياسية جديدة في البلاد، خاصة بعد التغيرات الأخيرة التي شهدتها لبنان إثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

وكان لارسن حصل من الرئيس السوري بشار الأسد يوم أمس الأحد، على وعد بخروج القوات السورية من لبنان نهائياً قبل نهاية الشهر الحالي.
وقال لارسن: " إنه حصل على وعد من الحكومة السورية بخروج جميع قواتها العسكرية ومخابراتها نهاية شهر إبريل"، تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559.

وتأمل واشنطن وتل أبيب بأن يعقب خروج القوات السورية من لبنان، ونزع سلاح المقاومة اللبنانية، ظهور قوى سياسية موالية للسياسة الغربية، تقبل توقيع اتفاقيات سلام مع الحكومة الإسرائيلية.

واستطاعت الولايات المتحدة التي ضغط في سبيل إصدار القرار 1559 في الأمم المتحدة، أن تضمن القرار ضرورة انسحاب جميع القوات الأجنبية من لبنان، بالإضافة إلى نزع سلاح جميع الميليشيات المسلحة في لبنان !

وقال رود لارسن للصحفيين عقب اجتماعه مع لحود: " إنه ولحود ناقشا قضية نزع سلاح الميليشيات" ولكنه لم يعط أي مؤشرات على التوصل لاتفاق.
وتابع "قررنا مواصلة الحوار" مضيفاً أنه من المتوقع أن يجتمع مع لحود ثانية خلال زيارته القادمة لبيروت.

ويعارض لبنان رسمياً نزع سلاح المقاومة اللبنانية قائلاً: " إنها ليست ميليشيا وإنما قوة مقاومة تقاتل الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا".

وتعد الأمم المتحدة مزارع شبعا أرضاً سورية وليست لبنانية، وأقرت بأن قوات الاحتلال الإسرائيلية التي تعرضت آنذاك لهجمات متكررة من قبل المقاومة اللبنانية أكملت انسحابها من لبنان عام 2000م !


وقال (وزير الخارجية السوري) فاروق الشرع يوم الأحد: " إن انسحاب بلاده من لبنان يعني أنها ستكون قد نفذت الجزء الخاص بها من قرار الأمم المتحدة"، في إشارة اعتبرها البعض تنصلاً من أي مسؤولية عن نزع سلاح المقاومة اللبنانية، التي تعد حليفاً لسوريا في لبنان.