أعلنت مصادر رسمية في بيروت مساء أمس الجمعة عن تكليف النائب نجيب ميقاتي؛ بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، بعد أن اعتذر (رئيس الحكومة المكلف) عمر كرامي للمرة الثانية عن تشكيل الوزارة الجديدة، التي خلفت وزارته المستقيلة بعد حادثة اغتيال (رئيس الوزراء اللبناني الأسبق) رفيق الحريري.

وصدر بيان عن القصر الجمهوري تلاه رفيق شلالا (المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية) جاء فيه : " عملاً بأحكام الدستور اللبناني، وبعد أن تشاور الرئيس إميل لحود مع نبيه بري (رئيس مجلس النواب) استناداً إلى الاستشارات النيابية التي أجراها الرئيس لحود اليوم، والتي أطلعه على نتائجها رسمياً، استدعى الرئيس لحود مساء اليوم النائب نجيب ميقاتي، وكلفه بتشكيل الحكومة
الجديدة".

وكان لحود قد اختتم مساء أمس الجمعة سلسلة طويلة من الاستشارات النيابية لتسمية رئيس حكومة جديدة، بعد أن دخلت الحكومة والمعارضة في نفق من الخلافات، بات من الصعب فيها استمرار وجود كرامي على رأس التشكيلة الوزارية.
وقد تراوحت مواقف النواب الذين التقوا الرئيس لحود بين مؤيد لنجيب ميقاتي وعبد الرحيم مراد.
إلا أن المشاورات انتهت إلى ميقاتي الذي يعد أحد النواب المعتدلين، والذي يمتلك علاقات قوية مع سوريا.

وصوت البرلمان اللبناني المؤلف من 128 عضواً على ترشيح ميقاتي الذي كان وزيراً للأشغال العامة سابقاً، خاصة بعد أن تعهد بأن يقول بإقالة رؤساء الأجهزة الأمنية، وهو أحد أهم المطالب التي تنادي بها المعارضة.

وقال ميقاتي: " إن لبنان يمر بمرحلة جديدة ودقيقة، وعلينا البدء فوراً بتشكيل الحكومة".
وأضاف في تصريح عقب اجتماعه بالرئيس لحود مساء أمس وتبلغه تكليفه تشكيل الحكومة "إن من أهداف الحكومة العمل على إجراء الانتخابات ومواكبة التحقيق في جريمة اغتيال (رئيس الحكومة السابق) رفيق الحريري، والعمل للنهوض بالوضع الاقتصادي". في إشارة إلى مطالب المعارضة التي سيحاول ميقاتي الجمع بينها وبين رغبات الحكومة الحالية.

وأكد ميقاتى التمسك بروح اتفاق الطائف بكل بنوده إزاء بناء المؤسسات، وقال: " إن التعاون سيكون كاملاً ومتيناً بين أعضاء الحكومة" مشيراً إلى أن (رئيس مجلس النواب) نبيه برى أبلغه بحصوله على 57 صوتاً.
وقال: " إن يدنا ممدودة وقلبنا مفتوح تجاه الجميع، ونريد التعاون معرباً عن استعداده للبدء اعتباراً من يوم غد بالاستشارات النيابية بهدف تشكيل الحكومة".

يذكر أن نجيب ميقاتى (الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة) يبلغ من العمر (49) عاماً، وهو متزوج وأب لثلاثة أولاد،
وكان قد انتخب نائباً عن شمال لبنان عام 2000م، وتولى وزارة الأشغال العامة والنقل ما بين عامي 1998 و2004م، ودرس إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت قبل أن يواصل دراساته في معهد (انسياد) قرب باريس وجامعة هارفرد الأميركية.