أنت هنا

8 ربيع الأول 1426
الكويت - المسلم

أكد المعتقل الكويتي الذي أطلق سراحه مؤخراً من السجن الأمريكي في غوانتانامو، زيف تقارير الاستخبارات الأمريكية التي أشارت إلى ضلوعه في الحرب الأهلية في أفغانستان، وقيامه بأعمال جهادية هناك.

وقال الكويتي ناصر المطيري الذي أمضى 3 سنوات في غوانتانامو: " إنه كان متواجداً في أفغانستان خلال تلك المدة للعمل في مجال الإغاثة والأعمال الخيرية".

وكانت قوات الاحتلال الأمريكية قد اعتقلت المطيري خلال اجتياحها لأفغانستان أواخر عام 2001م، وقامت بنقله إلى معتقل غوانتانامو في كوبا، وبقي هناك مدة 3 سنوات، قبل أن تطلق سراحه القوات العسكرية الأمريكية، بعد عدم ثبوت أي أدلة ضده في قتاله ضد الاحتلال الأمريكي.
وفور عودته إلى الكويت، قامت قوات الأمن الكويتية باعتقاله، واستجوابه، قبل أن تطلق سراحه يوم الثلاثاء الماضي بكفالة.

وقال المطيري البالغ من العمر (27) عاماً: " إنه لم يكن يعلم حتى بهجمات الحادي عشر من سبتمبر، عندما قامت قوات أمريكية باعتقال".
مبيناً أنه كان يعمل في المجال الخيري في أفغانستان منذ مدة، قبل أن تعتقله القوات الأمريكية بحجة مساندته للمجاهدين في أفغانستان،
وأضاف في تصريحات نقلته وكالة الأسوشيتدبرس اليوم "إنني حتى لم أكن أعلم بهجمات عام 1991م، والتي استهدفت مركز التجارة العالمي، إلا أن وصلت إلى القاعدة الأمريكية البحرية في كوبا".
مشيراً إلى أنه كان مصدوماً بشدة من تلك المعلومات، وأنه لم يكن ينتمي للواقع الذي يعيشه العالم سياسياً، وقال: " لم يكن لدينا (في أفغانستان) راديوهات أو تلفزيونات".

وتحدث ناصر المطيري من منزله الواقع في منطقة (الصباحية) إحدى الضواحي الجنوبية للعاصمة الكويت؛ عن محنته خلال سجنه في غوانتانامو، وعن مرض الالتهاب الرئوي الذي أصابه، والتوتر النفسي الذي أصيب به بسبب طول الاعتقال.

وقال: " إنه سافر إلى أفغانستان قبل عام من الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد أفغانستان، وكان يقوم بتوزيع الطعام على الأفغان الفقراء الذين تأثروا بالحرب الأهلية في البلاد".

وجاء في النسخة الخاصة من قبل اللجنة العسكرية الأمريكية حول شهادة المطيري (والتي حكمت عليه في النهاية باسم مقاتل عدو)! أنه اعترف بأنه "قضى معظم وقته في أفغانستان على جبهات الحرب، وأنه كان يقوم بالجهاد كواجب ديني، وأنه كان مسلح ببندقية وقنبلتين يدويتين".

وعندما سئل المطيري عن هذه الشهادة التي قدمت إلى المحكمة الأمريكية بواشنطن، أكد عدم صحة المعلومات الموجودة، قائلاً: " إنها إما نتيجة لخطأ من المترجم، أو أن المحققين اختلقوا له هذه القصة"، مؤكداً أن المحققين يمكن أن يقولوا أي شيء.

وقال معتقلون آخرون حرروا من غوانتانامو: " إنهم أخبروا محققيهم قصصاً مزيفة عن الاشتراك مع طالبان أو الجماعات المسلحة الأخرى، بسبب الضغط المتواصل عليهم من قبل المحققين، أو لإيمانهم بأن تلك الشهادات (المزيفة) قد تؤدي إلى إطلاق سراحهم".
إلا أن ناصر المطيري أكد أن ذلك لم يحدث معه إطلاقاً، وأنه كان يصر على ذكر الحقيقة التي لم تخرج عن سياق عمله الخيري والإغاثي في أفغانستان.

ورغم أنه وصف "حسب التقرير الأمريكي العسكري" بأنه "مقاتل عدو" إلا أن العسكرية الأمريكية أطلقت سراحه مؤخراً.
وقالت الأسوشيتدبرس: " إن العسكرية الأمريكية لم تقدم أي تفسير عن سبب إطلاق سراحه".

وأطلق سراح المطيري خلال شهر يناير الماضي، وأرسل إلى الكويت، حيث اعتقل فور وصوله إلى المطار، تحت تهمة " الإضرار بالكويت من خلال العمل مع بلد أجنبي، والانضمام إلى العمل العسكري لدولة أجنبية دون الحصول على إذن رسمي، والتدرب على الأسلحة بشكل غير قانوني".
إلا أن المطيري أكد أن كل تلك التهم باطلة.
وقد أطلق سراحه يوم الثلاثاء الماضي بكفالة.

وقال المطيري: " إن المحققين في غوانتانامو عرضوا عليه صوراً ومشاهد فيديو للطائرات المختطفة وهي ترتطم بمركز التجارة العالمي".
وأضاف " إنه حادث مخيف، ولقد فكرت وقتها أن اعتقالنا في جوانتانامو، هو الطريقة التي أرادوا من خلالها الانتقام".

وقال المطيري: " إنه اُعْتُقِلَ بالقرب من مزار الشريف، من قبل عناصر تابعة لجنرال الحرب المناوئ لحركة طالبان، عبد الرشيد دستم، عندما كان يحاول مغادرة البلاد".
وأطلق جنود دستم النار عليه، ما أصابه برصاصتين في كلتا الفخذين. قبل أن يقضي 8 أيام في معتقل بارد.

وبعد ذلك نقل إلى مستشفى مزار الشريف، حيث قامت قوات الاحتلال الأمريكية باعتقاله وآخرين من هناك، ونقلتهم إلى غوانتانامو.
وأضاف " شعرت بأن هناك حرباً سيكولوجية (نفسية) ضد المعتقلين في غوانتانامو، لقد كانوا يقدمون لنا الطعام بكميات صغيرة، وعندما يطلب السجناء طعاماً آخر، كان الجنود الأمريكيون يلقون بالطعام على الأرض، بدل تقديمه للمعتقلين".
وأشار إلى أنه الجنود الأمريكيين كانوا يحاولون منعه من الصلاة، عبر الموسيقى الصاخبة خلال أدائه الصلاة، أو تكبيل قدميه إلى بعضهما البعض بقوة، كي لا يستطيع الصلاة !

وأضاف " لذلك عندما أخبرني الضابط الأمريكي أنه سوف يتم إطلاق سراحي، اعتقدت أن ذلك من قبيل الحرب النفسية، إلا أن شاهدت الوفد الكويتي الذي تسلمني".