أنت هنا

8 ربيع الأول 1426
بغداد - المسلم

تقوم قوات الشرطة العراقية الموالية للاحتلال الأمريكية بشكل مستمر ومتكرر، بمداهمة مساجد السنة في المدن ذات الأغلبية السنية، ومداهمة منازل الأئمة اعتقالهم.

وتشير هذه العمليات الاستفزازية المتكررة، إلى الدور الذي تلعبه الشرطة العراقية، المؤلفة في غالبيتها العظمى من العراقيين الشيعة، في محاولات النيل من السنة العراقيين، الذين لا تزال مدنهم تلتهب بالمقاومة المسلحة ضد الاحتلال وأعوانه.

وتبث وسائل الإعلام العالمية والعربية بشكل متكرر -منذ إنشاء أول قوة للشرطة العراقية الشيعية- قيام هذه القوات بمداهمة واعتقال أئمة المساجد في المدن السنية، ومحاولة المساس بالمقدسات الإسلامية، والتعدي على حرمات المساجد بشكل استفزازي، والتي تطال أيضاً عدداً من المصلين.

من جهتها، استنكرت هيئة علماء المسلمين اليوم السبت هذه العمليات المتكررة، والتي أصبحت شبه يومية.
وقالت الهيئة في بيان صدر اليوم: " إن قوات الشرطة العراقية قامت في وقت مبكر من صباح يوم السبت بمداهمة منزل إمام " جامع الإسراء والمعراج في منطقة الأمين الثانية جنوب الرصافة، واعتقال (إمام وخطيب الجامع) الشيخ ضياء الدين عبد الله الجواري (رئيس فرع هيئة علماء المسلمين في الرصافة)."

وأضاف البيان أن قوات الشرطة لم تكتف باعتقال الشيخ الجواري في منزله لكنها قامت "بالعبث بمحتويات الشقة من أثاث واعتقال أربعة آخرين".

واستنكرت الهيئة في بيانها عمليات الاعتقال التي تقوم بها " قوات ما يسمى بمغاوير الشرطة العراقية.. والتي تستهدف علماء المسلمين وأئمة وخطباء المساجد والعاملين فيها والنخب الخيرة من أبناء شعبنا ولاسيما التي تأبى مروءتها استساغة الاحتلال".

وأوضح البيان أن عمليات المداهمة التي قامت بها قوات الشرطة العراقية خلال الأيام القليلة الماضية أسفرت عن اعتقال عضو الهيئة الشيخ ياسين جاسم مغاص من منزله (إمام وخطيب جامع الحسن بن علي في شارع فلسطين وسط مدينة بغداد)، والذي اعتقل يوم الجمعة الماضية.

وأضاف البيان الذي نقلته وكالة رويترز، أن قوات الشرطة لم تكتف باعتقال الشيخ مغاص، بل قامت " بالاعتداء عليه بالضرب أمام عائلته على الرغم من كبر سنه ومرضه والاعتداء على ابنته بالضرب واعتقال اثنين من أولاده والعبث بالمنزل، كما تم تفجير بوابة منزل أحد المصلين واعتقال اثنين آخرين من رواد المسجد".

وقالت الهيئة: " إن مثل هذه الأعمال لا تخدم مصلحة العراق ولا العراقيين وإنما تخدم مخططات الذين يهمهم استمرار النزيف العراقي". وحذرت من الاستمرار في هذه الأعمال بحق أئمة المساجد وروادها " التي لا تسهم في تحقيق الأمن ولا تؤدي إلا إلى إشاعة حالة التوتر".
وحملت الهيئة "الجهات الحكومية مسؤولية سلامة هؤلاء العلماء وسلامة المواطنين".

يأتي ذلك في وقت قامت به مجموعة مسلحة في إحدى المدن جنوب العاصمة بغداد.
ويبدو أن أهل السنة ضاقوا ذرعاً بالشيعة الذين قويت شوكتهم بعد دخول قوات الاحتلال الأمريكية إلى البلاد، وساندتهم في تولي المناصب القيادية في الحكومة، وقامت بتسريح الجيش، وتشكيل الشرطة العراقية بدلاً عنه، ذات الأغلبية الشيعية المطلقة.

وقال مسؤول شيعي: " إن مقاتلين من السنة احتجزوا 60 شخصاً على الأقل رهائن في بلدة عراقية قريبة من بغداد منذ يوم الجمعة، وهددوا بقتلهم إذا لم يغادر الشيعة المنطقة".
وأضاف المسؤول الشيعي (الذي طلب عدم نشر اسمه) "اتصل بي أشخاص من البلدة يتوسلون أن تنقذ الحكومة العراقية أقاربهم الرهائن. أبلغوني بأن هناك 60 رهينة على الأقل".
مشيراً إلى أن المدينة قد تم تحريره من قوات الاحتلال الأمريكية وقوات الشرطة العراقية، وقال: " إن أشخاصاً مدججين بأسلحة سيطروا فيما يبدو على بلدة المدائن الواقعة جنوبي بغداد، حيث لا يشاهد أي من قوات الشرطة أو الحكومة".

ونقلت وكالة رويترز عنه قوله: "أبلغني السكان أن المسلحين يجوبون الشوارع في سيارات ويحذرون الناس عبر مكبرات للصوت قائلين:"إنه إذا أراد الشيعة سلامة الرهائن فعليهم مغادرة البلدة".