أنت هنا

8 ربيع الأول 1426
الخرطوم - صحف - المسلم

تستمر الولايات المتحدة بالضغط على السودان من أجل تنفيذ الاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة مع حركة التمرد الجنوبية بقيادة جون قرنق، في الوقت الذي تستعد فيه لمساعدة الحركة مالياً وعسكرياً !

حيث أعلن روبرت زوليك (نائب وزيرة الخارجية الأمريكية) أمس؛ أن الولايات المتحدة ربما تبدأ قريباً مساعدة الحركة الشعبية لتحرير السودان على تحديث قواتها المسلحة، بحجة دفع عملية السلام نحو التنفيذ، بذل الجهود لإنهاء أطول حرب عرفتها البلاد والمنطقة.

وفيما تضع واشنطن نصب عينيها دعم الحركة الشعبية عسكرياً، بعد أن ضمنت موافقة الحكومة بحجة اتفاق السلام الموقع بين الجانبين، وعدت بإنشاء مدارس في الجنوب تتسع لـ 25 ألف طالب، ودراسة طلب الحركة بدعم حكومة الجنوب بمبلغ 30 مليون دولار!

وتجمع مئات الأشخاص وأطلقوا صيحات الابتهاج والزغاريد ورفعوا لافتات الترحيب ورقصوا في الشوارع احتفالاً بمجيء زوليك، خلال زيارته إلى الجنوب السوداني، واستعرض قوات الحركة الشعبية على أنغام فرقة نحاسية.
وعرض قرنق على المسؤول الأمريكي خطته بشأن مستقبل الجنوب، وكيفية استخدام الأموال التي تعهدت الدول المانحة بتقديمها بمؤتمر أوسلو لإعادة الإعمار.

وطالب زوليك كلاً من الحكومة والحركة الشعبية بالإسراع بتنفيذ بنود اتفاق السلام الموقع بينهما في يناير الماضي، كما تناولت المحادثات أزمة دارفور في ضوء تعهدات قرنق مراراً ببذل جهود المساعدة في إنهاء الصراع هناك.

وعقب اجتماع مع (زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان) جون قرنق في رمبيك أمس ، قال زوليك ومسؤولون آخرون: " إن فريقاً مشتركاً من وزارتي الدفاع الأمريكية (البنتاجون) والخارجية سيزور رومبيك معقل الحركة الشعبية في غضون أسابيع قليلة لتقييم الاحتياجات الضرورية" !!!

وقال مسؤول أمريكي كبير: " إن ما فعلناه خلال مفاوضات السلام تمثل في إبلاغ قرنق كجزء من عملية تحفيز للتوصل إلى اتفاق، بأننا سنساعد في تحديث قواته وإعادة بنائها".
حيث تم تخصيص 20 مليون دولار لهذا الغرض.
وبحسب المسؤول الاميركي، قدم قرنق تفصيلاً لمشاريع تنمية المنطقة الجنوبية الشاسعة، وخصوصاً الطريقة التي يعتزم بموجبها استخدام الأموال الموعودة.

وقال زوليك: " يحاولون البناء هنا"، مشيراً إلى أن زعيم حركة التمرد السابق شدد على "البنى التحتية والطرق والاتصالات التي تشكل ركائز إعمار المنطقة".
وتحاول الإدارة الأمريكية فسح مجال لقرنق في لعب دور هام وحيوي في حل النزاع بمنطقة دارفور، تدعيماً لمركزه، حيث أعلن زوليك أنه طلب مساعدة قرنق في مسألة دارفور ولا سيما لجهة طريقة التصرف مع الحركات القبلية التي قد تدعى إلى لعب دور لتقريب وجهات النظر بين أطراف النزاع في الإقليم !

وقال المسؤول الأمريكي: " لقد أوضح (قرنق) أن الحركات القبلية ينبغي أن تكون طرفاً في التسوية، لكن الحكومة تحاول في بعض المحطات في تاريخ السودان، أن تتلاعب بهذه الحركات" على حد قوله.
مكرراً القول إن إرسال الأموال التي تقررت في أوسلو يتوقف على استعداد الخرطوم لاحترام المطالب الدولية في دارفور.

وأبلغ زوليك الصحفيين بأنه يعتقد أن قرنق وفريقه يقدرون رحلته إلى الجنوب؛ لأنها أظهرت للناس "شيئاً ملموساً" يبرز من اتفاق السلام.

ويبدو أن قرنق متفهم للطريقة التي تحاول الإدارة الأمريكية فيها تقوية نفوذه وقوته، حيث طالبها بمساعدات مالية كبيرة، في سبيل الدعم العسكري.
وقال زوليك: " إنه رغم الوعود الضخمة الجديدة بتقديم مساعدات دولية، فإن قرنق طلب خلال اجتماعهما، الذي استمر قرابة ساعة، معونة أمريكية قدرها 30 مليون دولار للمساعدة في الإعداد لعمل حكومة في جنوب السودان بما فيها الجيش" !

ووصف نائب وزيرة الخارجية الأمريكية قرنق بأنه زعيم "ثاقب الفكر(...) يدرك أن الأمر قد يستغرق أشهراً إن لم يكن سنوات قبل أن تتاح التعهدات الجديدة، وهناك أشياء يريدها الآن" !!

وقال زوليك للصحفيين: "قلت إنني لا أحمل مثل هذا المبلغ الكبير معي، ولكني سأبحث الأمر".