أنت هنا

16 ربيع الأول 1426
بيروت - وكالات - المسلم

أحرق الجنود السوريون الكثير من الوثائق الموجودة في ثكناتهم، وفككوا مواقعهم العسكرية، وحملوا العتاد الحربي في عربات ثقيلة حملتها إلى سوريا، خلال الساعات الأخيرة لهم في لبنان، بعد وجود فاعل استمر نحو 29 عاماً.

وكثّفت القوات السورية عمليات انسحابها من الأراضي اللبنانية مع اقتراب الموعد الذي أعلنته دمشق تاريخاً لإعادة انتشار قواتها إلى الحدود المشتركة.
حيث أخلت القوات السورية اليوم نقطة تفتيش في وادي البقاع (شرقي لبنان) كانت تشغلها منذ دخولها لبنان عام 1976م.

وأعلنت مصادر رسمية في دمشق أمس، أن الانسحاب من لبنان سوف ينتهي بشكل كامل خلال اليومين القادمين، مما يعني انسحاباً قبل انتهاء المهلة المحددة.

وكانت كل من فرنسا والولايات المتحدة، قد تبنتا قراراً دولياً بضرورة خروج القوات السورية من لبنان، والتي كانت دخلتها خلال الحرب الأهلية التي نشبت في لبنان عام 1976م.
كما خرج مئات الآلاف من المتظاهرين اللبنانيين بعد حادثة اغتيال (رئيس الحكومة الأسبق) رفيق الحريري، للمطالبة برحيل القوات السورية، التي باتت تنظر إليها المعارضة على أنها قوة عسكرية وسياسية تسيير الحكومة اللبنانية.

وتولى الجيش اللبناني نقطة التفتيش التي أخلتها القوات السورية اليوم، والتي كانت شهدت معركة بين القوات السورية والإسرائيلية في عام 1982م حينما دخلت القوات الإسرائيلية لبنان عام 1982م.

ونقلت شبكة البي بي سي البريطانية عن شهود عيان قولهم: " إن نحو 100 مركبة عسكرية سورية، بينها دبابات وناقلات جند، عبرت الحدود من لبنان باتجاه سوريا ليلاً".

كما نقلت وكالة رويترز للأنباء، عن مصدر عسكري مسؤول قوله: " إنه من المقرر أن يستكمل الجيش السوري انسحابه من شرقي لبنان يوم غد الاثنين، فيما سيرحل كبار المسؤولين الأمنيين بعد ذلك بيوم، وذلك قبل أربعة أيام مما كان مخططاً".
وبهذا ينتهي الوجود السوري الذي استمر في لبنان 29 عاماً.

وقال المصدر: إن رستم غزالة (مسؤول المخابرات السورية في لبنان) سيكون آخر من يرحل بعد إجراء مراسم خاصة بالرحيل في وادي البقاع الثلاثاء.
وسوف يغلق الطريق العسكري الخاص الذي يربط البلدين خلفه وسيشغل الجيش اللبناني مقر المخابرات السورية في بلدة عنجر.

وقد كان لسوريا 14 ألف جندي متمركزين في لبنان قبل بدء الانسحاب في 8 مارس بمواجهة الضغوط الدولية والاحتجاجات اللبنانية.
وكانت سوريا قد خفضت بالفعل حكم قواتها في لبنان من نحو 40 ألف جندي قبل خمس سنوات.