أنت هنا

28 ربيع الأول 1426
بيروت - المسلم

عاشت بلدة جونية اللبنانية ليل أمس الجمعة؛ أجواء الحرب الأهلية السابقة خلال انفجار جديد استهدف أحد المنازل، مسفراً عن مصرع امرأة وجرح 7 آخرين، في وقت تنتظر فيه المعارضة اللبنانية وصول الجنرال ميشيل عون إلى بيروت بعد نحو 14 عاماً قضاها في المنفى بباريس.

وقالت مصادر لبنانية: "إن الانفجار الذي استهدف منزلاً مهجوراً في ميناء جونية (ذات الأغلبية النصرانية)، ألحق أضراراً في المنازل المجاورة وفي كنيسة تقع بالقرب من المنزل، وأدى إلى مصرع امرأة وجرح 7 آخرين".
مشيرة إلى أن القتيلة هي عاملة سيريلانكية، وأن من بين الجرحى عاملاً مصري الجنسية.

ويبدو أن القنبلة شديدة الانفجار، أو أنها تحتوي على مواد متفجرة كبيرة، بسبب الأضرار التي ألحقتها في المنطقة، والتي أعادت للبلدة النصرانية أجواء الحرب الأهلية السابقة.
وتعتقد مصادر لبنانية أن أطرافاً معينة تستهدف إعادة الاحتقان الطائفي إلى لبنان التي ضحت بخسائر فادحة بسبب النزاعات الطائفية التي شهدتها مدة السبعينيات والثمانينيات.

ويعد الانفجار الجديد هو الخامس من نوعه، الذي يستهدف منازل أو مناطق ذات أغلبية نصرانية في لبنان؛ منذ حادثة اغتيال (رئيس الحكومة الأسبق) رفيق الحريري، الذي اغتيل في انفجار وقع في الرابع عشر من فبراير الماضي.

واعتبرت بعض الأوساط اللبنانية المعارضة أن الانفجار يحمل رسالة إلى الجنرال ميشال عون (أحد قادة كتائب المعارضة النصرانية)، خاصة وأن الانفجار الجديد استهدف مركزاً انتخابياً جديداً لأنصار عون.

وأخمد رجال الإطفاء الحريق، فيما نقلت سيارات الإسعاف الجرحى إلى مستشفى قريب، وفرضت قوات الأمن طوقاً حول المنطقة، وبدأ المحققون تفتيش الموقع.

في تلك الأثناء، تستعد رموز المعارضة اللبنانية وأنصار الكتائب المارونية السابقة لاستقبال العماد ميشيل عون، الذي من المفترض أن يصل إلى لبنان اليوم السبت، بعد نحو 14 عاماً قضاها في المنفى بباريس، منذ الاجتياح الذي نفذته القوات السورية واللبنانية عام 1990م في بيروت الشرقية.

وكان القضاء اللبناني أوقف يوم الخميس الماضي؛ تنفيذ مذكرة توقيف صدرت غيابياً في حق عون صدرت عام 2003م بعد أن ألقى كلمات أمام الكونجرس الأمريكي عن النفوذ السوري في لبنان وناشده تمرير قانون بفرض عقوبات على سوريا.

كما أسقطت محكمة أخرى يوم الأربعاء الماضي الاتهامات الموجهة إلى عون بالاستيلاء على السلطة وفرض الحكم العسكري وذلك بموجب قانون عفو يبرئ ساحة السياسيين اللبنانيين من الأعمال الدموية بعد الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990م.

ومهد ذلك الطريق أمام عودة عون إلى لبنان.

وكانت المعارضة استفادت من أجواء الفتنة الحاصلة بعد حادثة اغتيال الحريري، واستطاعت تمرير العديد من مشاريعها، من بينها إرغام القوات السورية على الانسحاب الكامل من لبنان، واستقالة الحكومة اللبنانية السابقة، وإقالة قادة الأجهزة الأمنية، والمطالبة بإعادة بعض رموز المعارضة الكبار إلى لبنان. كميشيل عون، وسمير جعجع (قائد الكتائب اللبنانية المارونية).